ومع ذاك فقد ذكرت أشهر المكثرين فقط، ولو أراد أحد سرد أسمائهم جميعاً لضاق بهم نطاق أعداد عديدة من هذه المجلة. . . وكنت أوشك أن أسرد عشرات من كتاب الدرامة اليابانية التي لا تقل رونقاً عن الدرامة الأوربية، إلا أنني حسبت حساب تلك الابتسامات المرضية المتورمة التي تؤول ما أردت من ذكرها أسوأ تأويل. . . ولهذا أيضاً غضضت الطرف عن أبطال الدرامة الأمريكية في ممالكها
إن في عالم الأدب دنيا بأكملها من الررامة الراقية واكبت كل عصور التاريخ. . . فمتى تكون لنا درامة عربية ياترى؟ وكيف تكون لنا درامة عربية ونحن لم ننقل مائة أو مائتين من عشرات آلاف الدرامات العالمية لينسج كتابنا على منوالها، وليكب شبابنا على قراءتها فتترك في قرائحهم خمائر التفكير اللازمة للإنتاج الذي نطمح به ونفكر فيه، ثم هي تعلمهم كيف يقسمون فكرة الرواية إلى فصول، وكيف يقسمون الفصول إلى مناظر، وكيف يمهدون للمفاجئات، وكيف يسلسلون الحوار. . . ثم كيف يخلقون لنا درامة مصرية تعالج مشكلاتنا وتتناول قضايانا وتسلك أدبنا في كوكب الآداب العالمية الراقية التي يمثلها الأدب المسرحي أحسن تمثيل وأصدقه
إلى متى يا ترى يظل أدبنا يباباً فارغاً هكذا؟
على رسلك أيها القارئ الذي يظن بي الظن، فأنا لا أقل عنك غيرة على الأدب العربي، وبالأحرى على الأدب المصري؛ وأنا أقدر لغتي العربية بل أقدسها، لكني مع ذاك أعترف بأن الأدب العربي سيظل وسوف يظل وراء الآداب العالمية قاطبة، ما لم نسلك فيه الأدب المسرحي وآداباً أخرى غير الأدب المسرحي ليس هنا مقام ذكرها. . . والسبيل إلى أن نسلك في أدبنا هذه الألوان من الأدب لابد أن تبدأ بالترجمة. . . لنترجم عن أدباء إنجلترا وأيرلندة وفرنسا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وأسبانيا والسويد والنرويج وتشكو سلوفاكيا وبولندة وروسيا وأمريكا. وعن أدباء اليابان والصين إن وجدنا إلى الترجمة عنهم من سبيل لنترجم عن هؤلاء وهؤلاء، فلقد أصبح لكل أمة أدب قومي مستقل كما أصبح لكل أمة مسرح قومي مستقل. . . إلا مصر وإلا الشعوب العربية قاطبة، فأدبها ما يزال أدب تراجم وقصائد ومقالات. . . وإن شدا من القصة نصيباً ضئيلاً لا غناء فيه نعد
وما دامت الترجمة هي السبيل الوحيد الآن أمامنا لنخدم أدبنا المصري وأدبنا العربي