مشاكل يرجع في الأصل إلى النظام الرأسمالية الذي يجعل الكثرة الغالبة في أفراد قلائل يتحكمون في مصيرهم. وهو لا يلقي المسؤولية على عانق الرأسماليين وحدهم، بل يشترك معهم العمال الذين يضعفهم إنشقاقهم وافتراق كامتهم. ولعل رواية (فوق الصخور) خير معبر عن آراءه في هذه الناحية
وفي رواية (مهنة مسز وارن) يحاول أن يصل إلى أن وزر الدعارة وحياة الرذيلة إنما يلحق هؤلاء الذين كانوا سبباً في الفاقة التي تدفع المعدمين إلى مثل هذه الحياة، لأنه إنما يعملون ذلك مدفوعين إليها ومرغمين عليها لكسب قوتهم. ويردد شو دائماً أن (لا جريمة إلا الفقر)
وتحمل كتابات شو كثيراً من المتناقضات، فنراه يعترض على الغبن الذي يقع على العمال، ولكنه في الوقت نفسه يقر هذا الغبن إن كان لمصالح الإمبراطورية البريطانية. ونراه في قضية أيرلندا يقف إلى جانب بريطانيا مع أنه أيرلندي النشأة ومع اعتزازه بها. وبينما يتهم شو الإنجليز ويعيب عليهم عسفهم في مذبحة دنشواي، نراه يعضدهم ويؤازرهم في اضطهادهم للبوير أثناء حرب جنوب إفريقيا
وبرنارد شو مقتنع بأن الكثيرين يخالفون مذاهبه وآراءه ويقفون دونها؛ وفي هذا يقول في إحدى مقدماته:(إذا نطقت بكلمات تافهة تحت تأثير فكرة أو عاطفة سرت في صحف العالم سريان البرق؛ أما إذا قلت خلاف ما يريد الرأسماليون كان صدى قولي صمتاً وسكوناً).