وما كان يلذ له التمتع بأي شيء وحيدا، فان دعاه داع إلى الغداء مثلا اشترط لذلك دعوة إخوانه جميعاً وان لم يعرفهم جميعهم الداعي
لقد كان يحب أن يعيش بين القلوب لا بين الأجساد. ما عاش مختار لنفسه، بل عاش للفن - أن كان ما نراه اليوم بمصر من مجهود فني، هو في الحقيقة أثر من آثاره - فقد كان المحرك لإرسال البعثات الفنية، وفي فتح مدرسة الفنون الجميلة، وفي إقامة المعارض والإشادة بذكر الفنانين، كان يحلم بإيجاد إدارة للفنون تحت رياسة وكيل ثان للمعارف على نسق النظام المتبع في فرنسا.
وبالاختصار كان مختار روح الفن في مصر نفثه في جميع المصريين حتى نطقوا باسمه جميعاً، وصارت (نهضة مصر) عنواناً لكل صاحب مهنة وفن في القاهرة، وفي جميع القرى المصرية، فكفاه تمجيداً تمجيده ليوم من أيام مصر.