الضعيفة وأطالوا فيه على غير ما ينتظر القارئ أو السامع
وأمرؤ القيس أكثر الجاهليين وصفاً للصيد استقلالاً غير استطراد في وصف الإبل. ولكنه يجمع بين وصف الصيد ووصف الحصان الذي يصيد عليه. ومن هذا قوله في المعلقة:
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل
ويصف حصانه إلى أن يقول:
فعنِّ لنا سِرب كأن نعاجه ... عَذاري دَوار في الملاء المذّيل
فأدبرن كالجزع المفصَّل بينه ... بجيد مُعم في العشيرة مخُول
فألحقنا بالهاديات ودونه ... جَوا حرها في صَرّة لم تَزّيل
فعادى عداءّ بين ثور ونعجة ... دراكا ولم يَنضِحِ بماء فيُغسل
وظل طهاة اللحم ما بين مُنضج ... صفيف شِواء أو قَدير مُعجَّل
يصف صيد بقر الوحش. والبقر الوحشي أشبه بالغنم منه بالبقر الأهلي؛ ولهذا سميت الأنثى نعجة. وقال امرؤ القيس: وعادى عداء بين ثور ونعجة. وقد شبه شرب البقر بعذارى غليها ملاء تجر ذيوله ويدرن حول صم؛ ثم شبهها حينما ارتاعت بالجزع المفصل لاختلاف ألوانها. وقال أن الحصان لسرعته أدرك الهاديات أي السابقات منها وترك المتأخرات حيارى لها صياح فأدرك ثوراً فنعجة ولم يعرق. وعكف الطهاة على اللحم، منهم منم يشوي، ومنهم من يطبخ في قدر
وقد أجمل وصف الصيد في قصيدة أخرى إذ قال:
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... لغيث من الوسمّى رائده خال
ومعظم الشعراء الآخرين يستطردون في وصف الناقة إلى تشبيهها ببقرة وحشية أو حمار في قوتها وسرعتها، ويصفون الحيوان المشبه به في حال ذعره من الصيادين حين لا يدخر قوة ولا إسراعاً للنجاة. ويجمع الشاعر أحياناً بين تشبيه الناقة بالحمار وتشبيهها بثور الوحش، وبصور حال كل منهما حين يروعه الصيادون كما فعل لبيد في المعلقة. وقد ألف الشعراء هذا الاستطراد حتى سار عليه أبو ذؤيب الهذلي وهو يرثي أولاده فقال إن الدهر لا يبقى على حدثانه ثور الوحش ولا حماره. واستطرد فوصف كيف انتهى الجلاد بين الحمار والصيادين بأن أصابه سهم أرداه، وكيف كان العراك بين الثور وكلاب الصيد فقتل