الزمن من جميع المناصب، والله عز شأنه أقسم بالقلم ولم يقسم بالجاه ولا بالمال
وهل كانت مصر ترضى أن يصير المازني إلى وظيفة تقبره كما قبرت الوظائف مئات من المفكرين بهذه البلاد؟
اقترحت مرة على صفحات الرسالة أن تقرر الدولة معاشاً الأستاذ المازني، بحجة أنه أدى للأدب خدمات لم يؤدها من تمتعوا بكرم الدولة باسم الأقدمية في الوظائف
وأنا في هذه اللحظة أسحب ذلك الاقتراح، فلن يجوع المازني وفي يده قلمه، ولن يشيخ قلم المازني ولو صار صاحبه في ضمور طيف الخيال.
كلمة صريحة إلى الدكتور طه حسين
ولكن ما الذي آذاك أيها الأستاذ الجليل من تلك الغمزة المازنية؟ ما الذي آذاك منها وهي حق في حق؟
أتريد أن نعفيك من النقد الأدبي؟
أتريد أن نتوهم أنك كنت معنا فطرت عنا؟
أيرضيك أن تتناسى اسمك في المناوشات الأدبية؟
إن كان هذا ما تريد فأنت وما تريد، ولكننا لن نحترم إرادتك إلا كارهين، لأننا نرفض تسليمك إلى الحكومة بأي ثمن، وسنجاهد إلى أن نستردك، فجهز نفسك لوصل حاضرك بماضيك، في خدمة الأدب الرفيع.