للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أبعد الفضل ترتحل المطايا؟ ... فقلت نعم إلى الحسن بن سهل

والحكاية الثانية زواج الخليفة المقتدى بأمر الله بابنة السلطان ملكشاه السلجوقي، وهي من حوادث سنة ثمانين وأربعمائة، على ما رواه ابن الأثير، قال: في المحرم نقل جهاز ابنة السلطان ملكشاه إلى دار الخليفة على مائة وثلاثين جملاً مجللة بالديباج الرومي. وكان أكثر الأحمال الذهب والفضة، وثلاث عماريات، وعلى أربعة وسبعين بغلاً مجللة بأنواع الديباج الملكي وأجراسها وقلائدها من الذهب والفضة، وكان على ستة منها اثنا عشر صندوقا من فضة، لا يقدر فيها من الجواهر والحلي، وبين يدي البغال ثلاث وثلاثون فرساً من الخيل الرائعة عليها مراكب الذهب مرصعة بأنواع الجوهر، ومهد عظيم كثير الذهب. وسار بين يدي الجهاز سعد الدولة كوهر آتين، والأمير برسق وغيرهما. ونثر أهل نهر معلى عليهم الدنانير والثياب. وكان السلطان قد خرج من بغداد متصيداً، ثم أرسل الخليفة الوزير أبا شجاع إلى تركان خاتون زوجة السلطان وبين يديه نحو ثلاثمائة موكبية، ومثلها مشاعل، ولم يبق في الحريم دكان إلا وقد أشعل فيها الشمعة والاثنتان وأكثر من ذلك. وأرسل الخليفة مع ظفر خادمه محفة لم ير مثلها حسناً. وقال الوزير لتركان خاتون: سيدنا ومولانا أمير المؤمنين يقول إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها. وقد أذن في نقل الوديعة إلى داره؛ فأجابت بالسمع والطاعة. وحضر نظام الملك فمن دونه من أعيان دولة السلطان، وكل منهم معه من الشمع والمشاعل الكثير. وجاء نساء الأمراء الكبار ومن دونهم، كل واحدة منهن منفردة في جماعتها وتجملها، وبين أيديهن الشموع الموكبيات والمشاعل يحمل ذلك جميعه الفرسان. ثم جاءت الخاتون ابنة السلطان بعد الجميع في محفة مجللة عليها من الذهب والجواهر أكثر شيء، وقد أحاط بالمحفة مائتا جارية من الأتراك بالمراكب العجيبة وسارت إلى دار الخلافة. وكانت ليلة مشهودة لم ير ببغداد مثلها. فلما كان الغد أحضر الخليفة أمراء السلطان لسماط أمر بعمله، حكي أن فيه أربعين مناً من السكر، وخلع عليهم كلهم وعلى كل من له ذكر في العسكر، وأرسل الخلع إلى الخاتون زوجة السلطان والى الخواتين، وعاد السلطان من الصيد بعد ذلك

والحكاية الثالثة وهي من أواخر عهد الدولة العباسية أي من حوادث سنة أربع وثلاثين وستمائة، ذكرها ابن الفوطي قال: في هذه السنة وصل الأمير عز الدين قيصر الظاهري

<<  <  ج:
ص:  >  >>