حتى إذا ما قضى منها لبانته ... وعاد فيها بإقبال وإدبار
انقض كالكوكب الدري منصلتاً ... يهوى ويخلط تقريباً بإحضار
لا يتسع المقال لتفصيل الصورة التي صورها النابغة وتفسير الألفاظ فحسبي أن أبين الصورة إجمالاً:
في الأدبيات الأربعة الأولى شبه الشاعر ناقته بثور وحشي، ووصف لون الثور في ظهره وقوائمه: ظهره أبيض وفي قوائمه خطوط سود، وبين أنه قوي سمين قد رعى نبات الوسمى، وأنه أفرد عن البقر فهو نفور قلق
وفي الأبيات الثلاثة التالية بين أن المطر والريح ألجأ الثور إلى شجرة من الأرطي فبقى عندها حتى الصباح
وفي الأبيات الأخرى وصف الصائد وكلابه وما وقع بين الثور والكلاب العشرة؛ قتل الثور منها ثلاثة، ودفع السبعة التي لحقت به حتى:
انقض كالكوكب الدري متصلتا ... يهوى ويخلط تقريباً بإخصار
ثم أراد وصل الكلام بأوله فرجع إلى ذكر الناقة قائلاً:
فذاك شِبه قلوص إذ أضرَّ بها ... طول السُّري والسري من بعد أسفار
وينتهي الوصف بنجاة الحيوان لأن مقصد الشاعر أن يشبه ناقته به وهو يجد في الهرب، إلا أبا ذؤيب ومن نهج نهجه فهم يختمون المعركة بقتل الحيوان لأن قصدهم أن يبينوا أن حوادث الدهر تنال حتى هذا الحيوان الوحشي القوي السريع
وقد وصف أحبحة بن الجلاّح صيد الظباء والأرانب بالكلاب وأثبت الجاحظ قصيدته في كتاب الحيوان
في العصور الإسلامية
أباح الإسلام الصيد وأحل لحم الحيوان الذي يقتله السهم أو كلاب الصيد. وفي القرآن الكريم:(اليوم أحل لكم الطيبات، وما عَّلمتم من الجوارح مكلَّبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم، واذكروا اسم الله عليه) واستمر العرب على ما ألفوا من سنن الصيد في الجاهلية؛ وزادوا ضروباً من السلاح ومن الحيوان الذي يستعينون به على الصيد. زادوا قوس البندق وغيرها، وعلموا الفهود كثيراً من الطير الجارحة. واحتفي