الأمراء الكبراء بالصيد وأعدوا له عدده من الرجال والحيوان والسلاح. وعنوا بتربية الحيوان وتضريته، ووضعت الكتب في هذا الفن الذي عرف باسم البيزرة أخذاً من كلمة (بازيار) الفارسية ومعناها القيم على البازي أو البزاة. ولكشاجم الشاعر كتاب المصايد والمطارد. وبالرجوع إلى هذه الكتب أو كتب الأدب الجامعة مثل نهاية الأرب يتبين عناية العرب بهذا الفن وولع الشعراء به
افتن الشعراء ثم الكتاب في وصف الصيد آلاته وحيوانه وحركاته ووصف المصايد. وقد استقل وصف الصيد في الأراجيز والقصائد التي عرفت بالطرديات فصار فناً أدبياً متميزاً.
ومن الشعراء المفتنين فيه أبو نواس. نظم فيه تسعاً وعشرين أرجوزة وأربع قصائد. وأبدع في وصف كلاب الصيد وطيره. قال الجاحظ في كتاب الحيوان عن أبي نواس:
وأنا كتبت لك في رجزه هذا الباب لأنه كان عالماً راوية. وكان قد لعب بالكلاب زماناً وعرف منها ما لا يعرفه الأعراب وذلك موجود في شعره، وصفات الكلاب مستقصاة في أراجيزه. هذا مع جودة الطبع وجودة السبك، والحذق بالصنعة، وإن تأملت شعره فضلته