للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهاج؟

أين من يردني إلى العهد الذي كنت فيه أجهل الجاهلين؟

ليت الحوادثَ باعتْني الذي أخذت ... مني بحلمي الذي أعطت وتجربي

[عروس النيل]

تضاربت الأقوال في الأسطورة الشعرية، أسطورة عروس النيل، وانتهى الأمر بوزارة المعارف إلى حذفها من الكتب المدرسية، لتصون الأبناء من السخرية بالأجداد. ولكني مع هذا أرى من الخير أن يعرف أبناؤنا جميع الأساطير، ليعرفوا حيرة الإنسانية بين الحقيقة والخيال

وسأسوق هذه الأسطورة كما رأيتها في كتاب مخطوط لمؤلف مجهول، ففيها طرافة فنية، وفيها لفتات جديرة بالتسجيل:

في العام الثالث من حكم رمسيس الثاني وهو عام ١٣٢٧ قبل الميلاد تخلّف النيل، فلم تظهر طلائعه في شهر أبيب ولا في شهر مِسْريَ، وامتدّ به التخلف إلى شهر توت، فجأر المصريون بالشكاية، وتجمهروا حول قصر الملك صارخين ضارعين

وماذا يصنع الملك؟ ماذا يصنع والشعب يطالبه بما لا يطيق؟ هل يصدّق الخرافة التي ذاعت في ذلك الوقت عن أسر النيل بأمر ملك الأحباش؟ وهل يستطيع ملك أن يأسر النيل. وهو ملك الملوك؟

إن النيل لا يقهره قاهر، إن أراد الوفاء، فما الذي صدّه عن الوفاء؟

ثم دعا الملك أقطاب السَّحرة ليرى ما عندهم في حل هذه المعضلة، فكان هذا الحوار الطريف:

الملك - ماذا ترون في تخلف النيل؟ أتظنون كما يظن الجمهور أنه في أسر ملك الأحباش، وأن من الواجب أن نجرد حملة لتأديب ذلك الطاغية؟

الساحر الأول - وماذا يملك عاهل الحبشة من أمر النيل؟

الساحر الثاني - هو يملك الخاتم السِّحري؟

الملك - وما ذلك الخاتم؟

الساحر الثالث - هو خرافة منقولة عن أساطير الأولين!

<<  <  ج:
ص:  >  >>