على الله وزخرف رسالة أبي بكر إلى علي (رضوان الله عليهما) أسندها إلى القاضي أبي حامد المروروزي يرويها عيسى بن دأب عن صالح بن كيسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن أبي عبيدة بن الجراح
وهذا الإمام أبو بكر بن دريد ربط كثيراً من أساطيره المبثوثة في كتاب (الأمالي) لأبي علي القالي بابن الكلبي وربط طائفة منها بغيره. فمما عزاه إلى هشام هذا أسطورة ما وقع من المفاخر بين طريف بن العاصي الدوسي والحارث بن ذبيان عند بعض مقاول حمير، وأسطورة ما وقع بين سبيع بن الحارث وميثم بن مثوب من المخاصمة بمجلس مرثد الخبر وأسطورة حديث خنافر الحميري مع رئية شصار. وعزا أبو بكر غير ذلك من الأخبار إلى ابن الكلبي. ومما رواه عن العتبي عن أبيه (خبر غسان بن جهضم مع ابنة عمه أم عقبة) وهو رواية ختمت حوادثها بالانتحار كما نشاهد في روايات غريبة تمثيلية
وأساطير ابن دريد في الأمالي كلها هو أبوها وأمها. وقد قلت ذات مرة للعلامة الأستاذ الكبير أحمد أمين بك: هذه الأخبار التي أنشأها ابن دريد ورواها أبو علي في أماليه مصنوعة
فقال (حفظه الله): الذنب ذنب الناس هو قدمها أساطير وهم أخذوها حقائق أو كما قال
وأنا أسأل في هذا المقام: هل أملى ابن دريد في مجلسه هذه الأخبار على القالي وغيره من تلاميذه أساطير مصنوعة معلناً ذلك كما أملى البديع الهمداني وابن الحريري مقاماتها فلما رواها أبو علي في كتابه تلقفها الناس أحاديث صحيحة، والتبس الأمر؟
وأما الصواغ العظيم ابن الكلبي فهذا مما قيل فيه:
وهشام ابن محمد بن السائب الكلبي أبو المنذر الإخباري النسابة العلامة روى عن أبيه أبي النضر الكلبي المفسر وعن مجاهد. وحدث عنه جماعة. قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب نسب وسمر ما ظننت أن أحداً يحدث عنه، وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة. ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس: وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً قال: أسر إلى حفصة أن أبا بكر ولي الأمر من بعده وأن عمر واليه من بعد أبي بكر، فأخبرت بذلك عائشة رواه البلاذري في تاريخه. وهشام لا يوثق به وقيل: إن تصانيفه أزيد من مائة وخمسين مصنفاً، مات سنة أربع ومائتين)