إصلاح الأزهر، ولكن علاجها شائك يتهيبه من يعرفه، لأنها ترجع إلى كتب الدراسة التي قال الأستاذ الأكبر في مذكرته المعروفة إنه لا يوجد فيها روح العلم، ومتى كانت كتب الدراسة في المعاهد بهذه الحالة فكل فساد في المعاهد راجع إليها، ولكن الذي يشارك الأستاذ الأكبر في نظره إلى تلك الكتب قليل جداً، ومن هنا كان علاجها شائكاً يتهيبه كل من يعرفه، ويحتاج كما قال الأستاذ الأكبر في تلك المذكرة إلى خطوة جريئة يقصد بها وجه الله تعالى، ولا يبالي بما تحدثه من ضجة وصريخ، فقد قرنت كل الإصلاحات العظيمة في العالم بمثل هذه الضجة
فاللجنة التي يحتاج إليها الأزهر هي اللجنة التي تكون مهمتها وضع كتب يوجد فيها روح العلم، وتفتح في علومنا باب الاجتهاد والتجديد، وتقضي على ما فيها من جمود، وهنالك يصلح كل شيء في الأزهر، ويقبل الطلاب برغبة على العلم، فتحسن نتائج الامتحانات، ويعود إلى الأزهر مجده العلمي.
(ص)
حول المسرح المصري والدرامة المنظومة
إلى الأستاذ دريني خشبة
أشكرك على أنني خطرت ببالك وأنت تحث شعراء الشباب على المشاركة في نظم الدرامة، وهي إشارة منك تدل على خلتين من خلال أهل الفضل في البحث: حسن تتبعك لما ينشر ويكتب؛ وحسن ظنك فيمن تراهم موضعاً لإحسان الظن
وكم كنت أود أن لا أقول بشكر ما أوليتني من حسن ظنك، وسمتني من رقيق عتبك إلا وفي يدي مسرحية من الشعر أهديها إليك جزاء ما أوليت المسرح المصري من جميل عنايتك؛ ولكنني راجٍ أن تنظرني حتى يتهيأ من الإنتاج ما يحقق ظنك الحسن
ولقد فاتك - غير عامد - أن تذكر الشاعر العربي الحضرمي (الأستاذ علي أحمد باكثير)؛ فهو شاعر أصيل الطبع، متمكن من لغة شكسبير، وله مسرحيات: إخناتون ونفرتيتي، سلامة القس، وا إسلاماه، وقصر الهودج؛ وكلها شعر طليق أو مقيد من طراز رفيع
على أن هذه مسألة شخصية دعاني إليها أن أنصف شاعراً عربياً في معرض فتحته أنت