للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المتنبي حين فارق مصر في ليلة عيد

وخلاصة القصة أن المتنبي كان يعلق آماله على (فاتك) وكان فاتك يريد السيطرة على الصعيد، فبث كافور ألوف العيون ليعرف من أحواله كل شيء، وكان المتنبي يعرف هذه الحقيقة، فكان يخرج بحجة الحرص على ترويض حصانه ليلقي فاتكاً في مكان مجهول، ثم هلك فاتك فلم يبق للمتنبي غير الرحيل، ولكن إلى أين؟

رحل إلى الكوفة، وهي وطنه، ولعله كان فيها من الفقراء، فأرسل إليه سيف الدولة هدية يستعين بها على العيش، فرد المتنبي بقصيدة منها هذا البيت:

مِن عَبيدي إن عشت لي ألف كافو - ر ولي من نداك ريفُ ونيلُ

ومضى الحديث في شجون مصرية وعراقية، فكان من ذلك دليل جديد على الثقة الموصولة بيني وبين هذا الرجل النبيل

- احكي، احكي

وماذا أحكي؟

أنا تعبت من الحكي، فاحكي أنت

- ميعاد الحكي في سنتريس

وخرجت أبحث عن سيارة بعد انتصاف الليل وأنا في نشوة روحية قليلة الأمثال

رياض الزمالك وأحاديث الراوي في ليلة واحدة؟ تبارك من جعل هذه الحظوظ من نصيبي في أوقات قل فيها الظفر بأطايب الحياة.

لمحة وجدانية

وقفنا على جسر الرياح المنوفي بالقناطر الخيرية لحظات، فقلت للأستاذ الراوي: ما رأيك في أن ننزل فنقطع هذا النهر سابحين إلى أن نلقي الأستاذ الزيات؟

- إيش لون؟

- هذا النهر يسمى هنا بالرياح المنوفي، وبعد قنطرة النعناعية يسمى بحر سنتريس، وبعد قنطرة القرينين يسمى بحر شبين، ومنه تستقي مزارع الأستاذ الزيات

- أنتم تسقون من نهر واحد؟ الآن عرفت السر فيما بينكم من وفاق

- وهناك وشيجة ثانية

<<  <  ج:
ص:  >  >>