يسمعنا آراءه تلقاء الدعوة الجديدة، ويرينا موقفه إزاء جهاد الرسول وكفاح الكهنة؟
بقى أن أقول إن الذوق العربي لا يستطيع غالباً أن يسيغ (النظم المرسل المنطلق) المصوغة فيه المسرحية لأنه لم يألفه. والذي أعتقده أن ما عمد إليه المؤلف من إرسال القافية في أغلب المسرحية وعدم المساواة في العدد بين تفعيلات الأبيات إخلال بالخواص الجوهرية للشعر العربي لا يحسن اللجوء إليه. والظن أن طريقة كتابة هذه المسرحية وهي على نسق طريقة شكسبير تحمل القارئ على بذل جهد خاص في القراءة كلما حرص على تفهم المعنى واستساغة النغم الشعري. وعندي أنه لو كتبت المسرحية كالنثر، بحيث تتصل الجمل دائماً حتى يستوفي المعنى، وبحيث تستعمل علامات الترقيم أدق وأوفى استعمال لكان ذلك أدنى ألا يجهد القارئ في الاستمتاع بما في الرواية من بيان ومعان
على أن الإنصاف يقتضينا أن ننوه بالمقدرة الممتازة التي أتاحت للمؤلف صوغ مسرحيته كلها من بحر واحد، فإن القارئ للمسرحيات الشعرية العربية التي سبقت (إخناتون) كان ينتقل فجأة من بحر إلى بحر؛ فكان ذلك قاطعاً للذته ومزعجاً لخاطره
ذلك ولأخي المؤلف الناجح شكر مصر القادرة وفاءه وشكر الأدب الذي ينوط به آمالاً كباراً