أخذ يعلل هذه الخصومة ويبين ما كان عليه هذا الشيخ من العنف وشدة العداوة الخ
ولكن الأمر يرجع إلى غير ما ذهب إليه الدكتور. ذلك أن الخديو عباس كان قد غضب على السيد رشيد لأمور لا نطيل بذكرها، فكلف بطرس غالي باشا والشيخ شاكر لكي يسعيا لدى الأستاذ الإمام في أن يبعد هذا السيد عنه، فكان جوابه لبطرس باشا:(إذا كنت رجلاً ذا قيمة في الوجود فإنما ذلك بأخلاقي لا بوظيفة الإفتاء ولا بغيرها، وأي خلق يكون لي إذا تركت صحبة السيد رشيد لأجل الخديو؟ إن هذا الرجل متحد معي في العقيدة والفكرة والرأي الخ. وكان جوابه للشيخ شاكر تلك الكلمة المشهورة.
هذه هي الحقيقة نبينها للناس وما كان بين الشيخين الجليلين - شاكر ورشيد - إلا كل محبة وولاء. ورحم الله شيوخنا جميعاً
(المنصورة)
محمود أبو رية
تصحيح التصحيح!
متى كان الطعن في شخص الكاتب كافياً لهدم ما قال؟ أليس الأحرى بالأستاذ قطب أن ينصرف إلى الرد على الأقوال بدلاً من الطعن في الأشخاص؟ إن الأستاذ قطب يقول عن زكريا إبراهيم: إنه لا يعلم له أو عنه شيئاً، فهل نسى الأستاذ قول القائل:(لا تنظر إلى من قال، ولكن انظر إلى ما قال؟) ألا فليعلم حضرة الأديب الفاضل أنه ليس يضيرني أن لا يعرفني مثله، فأنا لا أحفل بمعرفة من هو عند نفسه أكبر من نفسه؛ ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه!
ولست أدري بعد ذلك هل من قواعد المدرسة الحديثة أن يعلن الإنسان عن نفسه على حساب الأدب، فيقول في جرأة غريبة إن في نثره (معاني كبيرة، وأحاسيس عميقة). . . إلى آخر تلك الصفاقة الغريبة التي تفيض بها أيضاً مقدمة ديوان (الشاطئ المجهول)؟! أما الجواب فهو عند الأخلاق الجديدة التي يضعها (لأول مرة) أستاذنا قطب، هادما فيها التواضع الاصطلاحي الكاذب!. . . والرد حاضر أيضاً: فإن التواضع الذي ندعوك إليه - يا سيدي - ليس معناه أن ينزل الإنسان عن مستواه، وإنما معناه أن ينزل إلى مستواه!