للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التي تتناول الأنبياء والقديسين ورجال الدين عامة. . . حتى الملائكة. . . فهم قد هتكوا تلك الهالة المقدسة التي ينبغي أن تكلل رؤوس هذه الشخصيات المبجلة، وهم قد هتكوها إلى حد التحقير وتهوين الشأن والزراية بما كان من شأن الدين أن يتصونوا في تناوله. . . اسمع إلى هذا الحوار الذي نقتطفه لك من درامة (طوفان نوح) لترى إلى أي حد اجترأ المؤلف على شخصية هذا الرسول الكريم، أحد أولي العزم العظماء، من هداة البشرية الأولى. . . أنظر إلى هذا الحوار لتعجب كيف أجاز رجال الدين تمثيل هذا العبث بين يدي الشعب:

- نوح: أعدت الفلك، وقد آن لنا أن نبحر، فهلمي يا زوجتي الصالحة!

- زوجه نوح: ماذا؟ أركب في هذه السفينة وأترك تلك الأرض الراسخة؟ أوه! كلا، كلا. إنها لم تصنع من أجلي؛ ومع ذاك، فلدي ما يشغلني يا صاح، فإني ذاهبة لقضاء حاجات كثيرة تلزمنا من السوق اليوم

- نوح: والطوفان؟! ألا تخافين أن تغرقي؟

- الزوجة: آه! كلا. لا عليك. إن هذا لا يخيفني!

- نوح: لقد هطلت شآبيب المطر، وتفتحت أفواه السماء، ولست أرى أنها ستقلع، فتعالي وأركبي في الفلك معي!

- الزوجة: الفلك؟ ماذا تعني؟ ما هذا السر الذي أخفيته عني؟ لماذا لم تستشر زوجتك في أمره؟

- نوح: سر؟ ليس هناك سر قط! إنني لبثت أصنع هذه الفلك طيلة قرن بأكمله. ولقد شهدتني أصنعها طوال هذه المائة من السنين ألف ألف مرة بعينيك!

- الزوجة: حسن، بيد أنني لا أحفل كثيراً بالحياة في هذا المركب، إني سعيدة ههنا، ولست أستروح الحياة فوق الماء قط. . . ثم إني. . . لا أريد أن أصحبك!

- نوح: ولكن. . . إنك تغرقين، ما من ذلك بد، إن لم تفعلي!

- الزوجة: ولكنك أفسحت في مركبك المجال لخصومي والمتقولين علي من المؤمنين بك. . . وهم حفنة! على أنني أعجب كيف تغريني باصطحابك وترك كل هذا المجتمع، لأعاشر في فلكك الوحوش والطيور والزواحف؟! أف لك! إن إغرائك إياي ليغثي نفسي ويكرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>