للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صدري!

(وهنا تلكمه بقوة فوق أذنه)

- نوح: هدئي روعك أيتها الزوجة الصالحة. هدئي روعك! ولا يزال بها نوح حتى تستسلم وتركب آخر الأمر، ولكنها تثير الشغب في السفينة من أول الرحلة إلى آخرها، في مشاهد تضحيكية متصلة، لا نرى أنها كانت تتناسب مع الوقار اللازم للرسل

فانظر كيف تلكم نوحاً زوجته في تلك الدرامة الجريئة، كما ساط اليهودي قديس الكنيسة في الدرامة التي لخصناها لك سابقاً. . . على أننا سوف نتناول هذا النوع من الدرامات الكوميك (التضحيكية) بالتفصيل من موضعه من الطور الثالث

الطور الثالث

الدرامات الأخلاقية والفواصل &

ذكرنا في الموجز الذي وضعناه في مستهل هذا البحث، في العدد السابق، أن الدرامات الأخلاقية نسخت بالاشتراك مع الفواصل، الدرامات القديسية وحلت محلها. وفي إيراد الكلام على هذا النحو شيء من المبالغة. وربما كان عذرنا في ذلك أن خلافا شديداً قام بين المؤرخين على أصل هذه الدرامات الأخلاقية، فمنهم، وهم الأكثرية، من يقولون إنها نشأت من الدرامات القديسية. ومنهم من يعارض هذا الرأي، وينفي أن تلك فرع من هذه، وعلى رأس هؤلاء الأستاذ مورلي من أساطين مؤرخي الأدب في العصر الحديث. على أنه لا مشاحة في أن الإنجيليات والقديسيات قد نشأت في الأمم اللاتينية عامة وانتقلت مع رسل الكنيسة من فرنسا إلى إنجلترا. أما الدرامات الأخلاقية فأكثر المؤرخين على أنها نشأت على أصول القديسيات، وأنها ثمرة من دوحتها الباسقة. وندع بعد هذا الناحية العلمية من مناقشة الفريقين المتناظرين، لأنها ليست من شأننا في هذا البحث. والدرامة الأخلاقية هي تلك الدرامة التي تعنى بالحقائق المجردة وفضائل ورذائل، فهي تجعلها أبطالاً وتتخذ منها شخصيتها وموضوعاتها، ويرجع هذا التجديد إلى أواخر القرن الرابع عشر حينما انتشر الشعر المجازي المشتمل على الكنايات والاستعارات المختلفة. وقد يكون لضيق الشعب بالدرامات القديسية أثر في هذا التحول، إذ أنه مل هذا النوع الواحد من التمثيليات

<<  <  ج:
ص:  >  >>