في العدد (٥٣٠) في مجلتكم الغراء ورد اسمي في رسالة مفتوحة من (أستاذ جليل) إلى رئيس تحرير مجلة آخر ساعة يشكوني فيها إليه لبعض ما كتبته بإمضائي
وقد فهمت مما كتبه الأستاذ الجليل - وقد فهمته بصعوبة لبلاغة اللغة التي كتب بها - أنه يتهمني بالتجني على إخواننا العرب لمجرد قولي في سياق مقال:(كل هذه المدنية التي شيدناها لم تعجب الزائر الكريم، وإنما أعجبته قطعة من الصحراء أقيمت عليها أصنام، وقف حولها حمير وإبل وأعراب). . .
هذه الكلمة الصغيرة أغضبت الأستاذ الجليل، واتهمني من أجلها بأني نسيت تاريخ العرب والنبي والإسلام، ومن حرر مصر ومن هدى مصر والقواد والخلفاء العظام. . . الخ! نسيت كل هذا لأني حاولت في مقالي أن أصف صورة واقعية يراها كل من يدفع ثلاثة قروش ثمناً لتذكرة ترام يحمله إلى الأهرام. . . صورة الإبل والحمير المعدة لنزهة السائحين ولهوهم ومن حولها أصحابها فعلاً من الأعراب، أو على الأقل من المتزيين بزي الأعراب، يلهثون وراء السائحين صائحين (بقشيش)!
وقولي:(أعراب) دون (ال) التعريف تعني أنني أقصد بعض الأعراب لا الأعراب كلهم أو على الأصح. . . لا أمة العرب كما فهم الأستاذ الجليل. . .
وفي كل أمة، سوى كانت عربية أم مصرية أم فرنسية، ينقسم الشعب إلى درجات وطبقات. فلو قلت أن في مصر ماسحي أحذية؛ فليس معنى ذلك أن الشعب المصري كله من ماسحي الأحذية. ولو قلت أن من الأعراب من يقف وراء الحمير والإبل؛ فليس معنى هذا أن كل العرب يقفون وراء الحمير والإبل
إن العرب أمة من الأمم. . . أمة لها مزاياها ولها عيوبها. ومن حقنا أن نذكر عيوبها بنفس الصراحة التي نذكر بها مزاياها
أمة لها تاريخ مجيد. . . ولكن التاريخ لم يعد يكفي لتقدير الأمم في هذا الجيل.