والآن، ماذا يريد السيد حسن القاياتي؟
أيريد أن أجزيه إثماً بإثم، وعدوانا بعدوان؟
أنا حاضر وفي يدي قلمي، ولكني لا أشترك في حرب يكون فيها الغالب أسوأ حالاً من المغلوب، فترفق بنفسك يا صديقي، واذكر عهوداً يذكرها كرام الرجال
تقول إنك كنت شاعراً كبيراً يوم كنت أنا طفلاً يلعب، فما قيمة هذه الحجة يا عضو المجمع اللغوي، كما ذيلت اسمك؟
هل كان يجب أن أسبقك إلى الدنيا لأسبقك إلى الأدب؟
وماذا أفدت أنت من سبقك اللطيف بحكم شهادة الميلاد؟
وماذا أفادت جهودك الشعرية في نصف قرن، وأنت الذي صرحت بأن باكورتك ظهرت قبل نصف قرن، يا عجوزاً سبقني إلى الوجود؟
اترك هذه الحجة الواهية، إن كنت تريد الحجاج
ثم ماذا؟ ثم طاب لك أن تتحداني وتتحدى الأستاذ العقاد بكلمتين جارحتين، وهذا ظلم منك، فالعقاد يملك في محاسبتك ما لا أملك، لأنه ليس لك بصديق، فهو لا يبالي تجريحك، ولا يؤذيه أن تبيت معصوب الجبين
أما أنا فأتردد ألف مرة قبل أن أصوب رمحي إلى صدرك، وقد يرضيني أن أسكت عنك، لأنجو من محاسبة الضمير على إيذاء الصديق
أتقول إنك أعظم مني؟ هو ذلك يا أخي!
أيؤذيك أن أكون أشهر منك؟ إن كان ذلك فأنا أخلع الشهرة عليك! خذ هذه الشهرة، خذها، فقد آذتني أعنف الإيذاء.
وما رأيك في الصديق الذي يجازف بصداقة دامت عشرين سنة أو تزيد؟
ما رأيك فيمن يشتم أخاه في مجلة مثل الرسالة وهو يعلم قيمة صوتها في الشرق؟
لقد ظهر السر في إخفاقك، وهو أنك رجل بلا قلب
إن كان لك بعد اليوم حياة أدبية فهي من صنع يدي، فأنا الذي أغضبتك على كسلك، وأنا الذي رفعت النقاب عن قلبك العقوق، ولن أتركك أو تصير أديباً يعتز بحاضره لا بماضيه، فما يعتز بالماضي غير الفانين