هل تذكر هذا الجميل؟ لقد سويت من قبلك ناساً فجحدوا جميلي وادعوا أنهم نظرائي، فكن أنت خاتم الأوفياء يا عقوق.
للتاريخ الأدبي
في سنة ١٩١٧ رفضت وزارة الحقانية أن يستمر الشيخ محمد الخضري بك والشيخ محمد المهدي بك في التدريس بالجامعة المصرية، وكانا أستاذين بمدرسة القضاء الشرعي، وهي يومئذ تحت إشراف وزارة الحقانية، فبحثت الجامعة عن أستاذ للتاريخ الإسلامي لا تسيطر عليه الحكومة، فظفرت بالأستاذ الشيخ عبد الوهاب النجار، وكان قريعاً للشيخ الخضري، فقد كانا في الأدب والتاريخ فرسي رهان
ولكن أين من يخلف الشيخ المهدي؟
ذلك سؤال وجهه الأستاذ محمد بك وجيه سكرتير الجامعة في ذلك العهد إلى الشيخ عبد الرحمن المحلاوي أستاذ الشريعة الإسلامية بقسم الحقوق، فدله على الشيخ مصطفى القاياتي، أحد أساتذة الأدب بالأزهر الشريف
وفي عصر يوم سمعت صوتاً يناديني وأنا في طريقي إلى الجامعة فالتفت فرأيت الشيخ مصطفى القاياتي، وانتحينا ناحية في قهوة بميدان الأزهار ليدور هذا الحديث:
- هل تهمك سمعة الأزهر؟
- تهمني جداً
- وتهمك سمعة الجامعة؟
- بلا ريب
- إذن يمكن أن أعتمد عليك إذا قبلت اقتراح الجامعة؟
تقترح أن أكون خلفاً للشيخ المهدي في تدريس الأدب العربي، وقد فكرت كثيراً فيمن أعتمد عليه في معاونتي فلم أجد غيرك
- هل أعطاك سكرتير الجامعة منهاج المحاضرات لهذه السنة الدراسية؟
- هذا هو
نظرت في المنهاج - وكان من وضع الشيخ المهدي - فوجدتني أقدر على إنجازه بلا عناء، فأشرت على الشيخ مصطفى بالقبول، فمضى وأمضى العقد في الحال