المقنطرة من الجنيهات الإنجليزية كانت تنفق بلا حساب على الموسيقيين المحترفين والمغنين ومهندسي المناظر والأضواء كي يبلغ إخراجها حد البهاء والكمال، وهذا هو الذي جعل الملكة إليزابث نفسها تشفق من هذا اللون من ألوان التسلية الملكية في بلاطها فحظرت أداءه فيه (حتى لا تتعرض خزانة الدولة لتلك البالوعة من بالوعات الإسراف، وهذا العبء الفادح من أعباء البذخ)
وقد كان عرض المشهد يبتدأ بحوار غنائي أو كلامي تتلوه استعراضات راقصة فردية من الممثلين المحترفين، ثم يختار هؤلاء (زملاء الرقص) من بين النظارة، فيصير الرقص زوجياً، ثم يختلط الحابل بالنابل ويسود الهرج والمرج. . . وهنا موضع النشوة المنشودة من (الماسك) وهي تتم على أنغام الموسيقى وترجيع المغنين وتسجيع المنشدين. . . وكان على الشاعر أن يسبق المشهد أو يفتتحه بكلمة يلخص فيها الموضوع ويصف المناظر من حيث ما ترمز إليه من بيئة ووسط وجو، ثم يثني أطيب الثناء وأعطره على السادة الأشراف الذين تنازلوا فقبلوا الاشتراك في التمثيل، وهم من هم من أمراء البلاد وأعيانها وساداتها، والذين تفضلوا منهم بالمساهمة في نفقات الإخراج (وما أفدحها وأثقل أوزانها!) ثم يفرغ بعد ذلك إلى الثناء على معاونيه ومساعديه من مصورين وموسيقيين ومهندسي أضاءة ومغنين وراقصين. . . ثم يتقدم فيوزع كراسة (بروجراما) تحوي كل المعلومات عن منهاج الحفلة المفصل، وكان الحاضرون يحتفظون بها تذكاراً فخرياً يعرضونه في صالوناتهم، آية من آيات بهاء البلاط الملكي الإنجليزي ولألائه!