الجدة دل أي عروسة أو لعبة، والدكتور رات أي فأر الخ. . .
المشاهد الموسيقية
أشرنا في فصل سابق إشارة خفيفة إلى الدرامة التنكرية التي هي مشاهد تنكرية أيضاً، ولكن من نوع مرح يؤدي في مشرق مرن ممتلئ بالبهجة والأبهة في بيوت العظماء والنبلاء والممتازين - وقد انتقلت هذه المشاهد الموسيقية، أو المشاهد التاريخية - إلى إنجلترا في إبان عصر الملك هنري الثامن من إيطاليا، وتؤدي فيها مشاهد درامية تاريخية راقصة أبطالها اللوردات وأزواجهم في شكل موكب موسيقي حافل أساسه الإنشاد والملبس الزخرفي البهيج خلال رقص توقيعي أو رقص مشترك. . . ومؤلف هذا اللون من المشاهد الذي ألحقناه بفصل الملهاة هو المهندس قبل الشاعر أو الأديب، وذلك لأنها درامة مشهدية (استعراضية) قبل أن تكون درامة شعرية أو درامة منثورة. فالمهندس أو المخرج هو عماد النجاح في هذه الدرامة التصويرية التي ترتكز على الجمال المنظور، وررعة توزيع الأضواء، والدقة في إبراز المشهد وسمو الذوق في اختيار الملابس، والتنظيم الآلي لصالة العرض قبل أن ترتكز على الموضوع أو الأناشيد، أو ما إلى ذلك من ألوان الأدب. . . إذ كل ذلك شيء ثانوي بالقياس إلى المؤثرات المحسة في المشهد الموسيقي. وقد ألف الأديب المسرحي الكبير والشاعر الفحل بن جونسون كثيراً من المشاهد الموسيقية التي ترك للمهندس المسرحي الخالد إنيجو جونس إخراجها الفني والآلي فبرع في ذلك وأبدع أيما إبداع. . . وقد ألف فيها كذلك الشاعران الكبيران بومونت وفلتشر أكثر مما ألف جونسون، وذلك باشتراكهما معاً في التأليف على نحو ما يصنع بعض أبطالنا الكوميديين اليوم. وقد استقل فلتشر بالناحية الدرامية، كما اختص بومونت بالأغاني والنظم. . . أما جونسون فقد كتب أربعين مشهداً، ثم جاء شاعر إنجلترا الكبير جون ملتون فكتب بعض المشاهد بأسلوبه المتفرد العالي، ثم هذب بعض مشاهد جونسون لتسلك من قلمه الرفيع الجبار في سجل الخلود
ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن هذه المشاهد الموسيقية - أو الاستعراضية - كانت فاتحة عظيمة للأوبرا والأوبريت في العصر الحديث، وأن البلاط الإنجليزي في القرنين السادس عشر والسابع عشر كان معرضاً حافلاً لهذه المشاهد الاستعراضية الراقصة، وأن القناطير