أبرق بدا من جانب الغور لامع ... أم ارتفعت عن وجه ليلى البراقع
ولما تجلت للقلوب تزاحمت ... على حسنها للعاشقين مطامع
لطلعتها تعنو البدور ووجهها ... له تسجد الأقمار وهي طوالع
هذا هو ابن الفارض ذو الشعر الرقيق الفائق، وشاعر الحب والجمال الروحانيين. هذا هو المزين لعرش الحب العاقد أكاليل الجمال على رءوس الحواري والحسان في خيال الجنان. هذا هو المعزي لأصحاب القلوب الدامية الهائمة في بيد الطبيعة الجميلة. هذا هو المكفكف لدموع البائسات المخفقات في نيل عذوبة الحب الذي هو رمز الحياة والطبيعة، يسود القلوب ويتحكم في الأنفس الرفيعة. ليكن لنا ابن الفارض عبرة الدهر في ميدان الرقة والعطف. وليكن ابن الفارض صورة للحياة الجميلة التي نستعذبها ونستذيقها أبد العيش. فليطب هانئاً في مثواه ومرقده. ولينم نومه الهادئ العميق؛ فلن يصغي إلى أنين العاشقين، ولن يسمع زفير المتيمين