وهي طويلة. ولنأت الآن إلى مطلع قصيدة أخرى:
أرج النسيم سرى من الزوراء ... سحراً فأحيا ميت الأحياء
أهدى لنا أرواح نجد عرفه ... فالجو منه معنبر الأرجاء
وكذلك قصيدته التي يتغزل فيها بأراضي نجد لأنها موطن ليلاه فيقول:
أوميض برق بالأبيرق لاحا ... أم في ربى نجد أرى مصباحا؟
أم تلك ليلى العامرية أقبلت ... ليلاً فصيرت المساء صباحا
أما قصيدته في تحليل الحب وتعريفه فهي أشهر من نار على علم، وهي مضرب الأمثال. وهذا مطلعها:
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل ... فما اختاره مضني به وله عقل
وعش خالياً فالحب راحته عناً ... وأوله سقم وآخره قتل
ومنها:
فإن شئت أن تحيا سعيداً فمت به ... شهيداً وإلا فالغرام له أهل
أما الخمرة فهو يصفها وصفاً نادراً، وهو لم يذقها على رأيي ورأي الكثيرين. فتراه يصفها أبدع مما وصف الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس. ومن ذلك قصيدته التي مطلعها:
شربنا على ذكر الحبيب مدامة ... سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
لها البدر كأس وهي شمس يديرها ... هلال وكم يبدو إذا مزجت نجم
ولولا شذاها ما اهتديت لحانها ... ولولا سناها ما تصورها الوهم
ثم يقول:
يقولون لي صفها فأنت بوصفها ... خبير أجل عندي بأوصافها علم
صفاء ولا ماء ولطف ولا هوا ... ونور ولا نار وروح ولا جسم
وللشيخ علي سبط الناظم قصيدة مطولة نظمها تكملة لستة أبيات من نظم ابن الفارض. مطلعها:
نشرت في موكب العشاق أعلامي ... وكان قبلي يلي في الحب أعلامي
وسرت فيه ولم أبرح بدولته ... حتى وجدت ملوك العشق خدامي
وللسبط أيضاً قصيدة أخرى مطلعها: