الحس رقيقة الشعور. وقد طبع ديوانه مرات وشرحه في جزأين رشيد بن غالب معتمداً على شرحي الشيخ حسن البوريني والعلامة الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي الصوفي. وبهامش الشرح كشف الوجوه الغر، لمعاني نظم الدر، وهو شرح تائية ابن الفارض الكبرى المشتهرة بنظم السلوك ومطلعها:
سقتني حميا الحب راحة مقلتي ... وكأسي محيا من عن الحسن جلت
ومنها أيضاً:
وكل الليالي ليلة القدر إن دنت ... كما كل أيام اللقا يوم جمعة
وعدد أبيات هذه القصيدة سبعمائة واثنان وستون بيتاً وتشغل جزءاً كبيراً من الديوان. ومطلع شرح الديوان: (الحمد لله الذي بفضله الفارض عمر بيوت الأدب، وحسن للطبع شرح معان فيها بلوغ الأدب. . . الخ). ويقول المؤلف في آخر الكتاب نقلاً عن شرح الشيخ عبد الغني النابلسي: (كان الفراغ منه عشية يوم الإثنين التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف من الهجرة). وقال مورخاً لتمام هذا الشرح.
ولابن الفارض الديوان لما ... حكى عقداً نظيماً جوهريا
عنيت بشرحه هذا إلى أن ... تكامل أرخوه الفارضيا
وطبع الكتاب بالمطبعة الخيرية بمصر سنة ١٣١٠هـ. بعناية مصححة محمد الأسيوطي. أما منظوماته التي يفتتح بها ديوانه، وتدل على صناعة شعرية فائقة. فهذا مطلعها:
سائق الأظعان يطوي البيد طي ... منعما عرج على كثبان طي
وبذات الشيح عني إن مرر ... ت بحي من عريب الجزع حي
وتلطف واجر ذكرى عندهم ... علهم إن ينظروا عطفاً علي
ومنها:
هل سمعتم أو رأيتم أسداً ... صاده لحظ مهاة أو ظُبي
ومنها أيضاً:
أي ليالي الوصل هل من عودة ... ومن التعليل قول الصب أي
وبأي الطرق أرجو رجعها ... ربما أقضي ما أدري بأي
ذهب العمر ضياعا وانقضى ... باطلاً إذ لم أفز منكم بشيء