للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من محيص وقد سبق السيف العذل! وللأهالي القاطنين تلك البقعة أشعار وأغاني باللغة الكردية يتناقلونها صاغراً عن كابر ويتلونها في ذكر دلالي، وفي عظم الفاجعة التي حلت بها، وهذه الأشعار ذات لون أدبي خاص، وتعد من أجمل القطع الأدبية الشعبية

هذا ملخص الرواية الشائعة هناك رويناها دون أن نبدي رأياً فيها، لأن المراجع القديمة الموثوق بصحتها لا تساعدنا في هذا الشأن

وقد ذهب فريق من الكتبة المحدثين إلى أن تشييد هذا الجسر كان قد تم على أيدي الرومان؛ فإن هؤلاء القوم اجتازوا بشمالي العراق في المائة الرابعة قبل الميلاد وعبدوا مسالك عسكرية ومنها الجسور لتمر عليها جيوشهم الجرارة الذاهبة لمنازلة الفرس

من ذلك ما زعمه (هموتن) بقوله فيه إنه (جسر روماني فخم معقود فوق أحد روافد دجلة عند زاخو. . . وصار يعرف على مر الأزمان بجسر الإسكندر)؛ ثم ساق رواية دلالي المارة الذكر

ونحن نرى في هذا الرأي تساهلاً كبيراً؛ إذ يصعب صمود هذا الجسر مدة تزيد على الألفي سنة يقاوم فيها محن الزمان وتصرفات المياه

والذي انتهى إليه (بروسر) في درسه هذا الجسر أنه لا شيء يوثق به فيما يخص تشييده؛ ومع ذلك فقد ذهب إلى أنه شيد في المائة السابعة للهجرة (بين المائة الثانية عشرة والثالثة عشرة للميلاد)، وإنه بهذا الاعتبار من الآثار التاريخية الماثلة للعيان التي تعود إلى أواخر أيام الدولة العباسية.

(بغداد)

ميخائيل عواد

<<  <  ج:
ص:  >  >>