أورد ابن النديم في (الفهرست) هذا الخبر بعد أن روى تلك الأسطورة المشهورة، وقد يكشف شيئاً من اللبس بعض الكشف:
(وقال آخرون: رسم النحو نصر بن عاصم الدؤلي. ويقال: الليثي، قرأت بخط أبي عبد الله بن مقلة عن ثعلب أنه قال: روى ابن لهيعة عن أبي النضر قال: كان عبد الرحمن بن هرمز أول من وضع العربية، وكان أعلم الناس بأنساب قريش وأخبارها وأحد القراء)
نروي هذا الخبر إلى أن يتبين للباحثين الحق
ذكرني هذا البحث في العروض والنحو بمناظرة كانت بين العلامة الأستاذ الدكتور (بديع الزمان) وبين الأستاذ (أزهري المنصورة) في ذينك الفنين ووقت كونهما حيث تجادل بالأمس صاحب العزة العلامة الأستاذ الدكتور طه حسين بك وسيادة العلامة الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني (أعز الله دولة الأدب العربي بطول بقائهما) وقد أحببت أن أروي هنا آخر مقالة في تلك المناظرة، ولكن (الرسالة) تأبى إلا الغض الجديد، فأكتفي برواية المقدمة نموذجاً من العبارات الشديدات في المناظرات، وهي أقسى ما واجه به الأستاذ (أزهري المنصورة) خصمه العلامة الأستاذ الدكتور بديع الزمان
قال ذلك (الأزهري):
جاء في تاريخ ابن الوردي
(عزم قاضي الموصل أن يقول للسلطان في إخراج (قضيب البان) الوالي المشهور من الموصل في سره، قال القاضي: فرأيت قضيب البان مقبلا على هيئته المعروفة، فمشى خطوة فإذا هو على هيئة (كردي)، ثم مشى خطوة فإذا هو على هيئة (بدوي)، ثم مشى خطوة فإذا هو على هيئة (فقيه) بصورة غير الصورة المتقدمة، وقال لي: يا قاضي، هذه أربع صور رأيتهن، فمن هو قضيب البان منهن حتى تقول للسلطان في إخراجه؟ فلم أتمالك أن أكببت على يديه أقبلهما وأستغفر الله. . .)
الشاهد في هذه الحكاية أن الأستاذ (بديع الزمان) قد شاكل ولي الله (قضيب البان) فهو يبدو لنا مرة باريسياً، ويتجلى حيناً أزهرياً، وتراه في وقت عربياً، وتلقاه تارة باحثاً غربياً، وكأنه ما تسمى (بديع الزمان) إلا لكي يأتينا من بدائعه - ليبهرنا - بأشكال وألوان