يستمتع بالفن إلا أن تكون هذه القراءة وهذا الاستمتاع حول الرغيف والكساء
ودون هذا وتحلق لحية كارل ماركس وكل لحية يطلقها أمثاله من أعداء الفنون وأعداء الحرية الإنسانية كأرفع ما تصبو إليه القرائح والأرواح
أما هدم المجتمع من ناحية الأخلاق فخلاصة أسلوبهم فيه أنهم لا يعرفون شيئاً يسمى جريمة خلقية
وقد عرضنا في كتابنا (عبقرية محمد) لمسألة الزواج والطلاق فقلنا بعد إثبات رأي نابليون: (. . . كذلك اعترف نابليون بالضرورات الزوجية في العصر الحديث. فكيف اعترف بها (لنين) في الثورة الكبرى بعد الثورة الفرنسية؟ حل مشكلة الزواج بحل رابطة الزواج؛ فلا رابطة بين الزوجين أوثق من رابطة الرفيقين في الفندق أو الطريق. وليس أعجب ممن جعل الزواج شريعة ملائكة إلا الذي جعله على هذا النحو شريعة عجماوات)
قلنا هذا فغضب بعض الأدعياء (أولاً) لأننا كتبنا عن محمد كتابة تعظيم وثناء، وغضبوا (ثانياً) لأننا ذكرنا (لنين) بغير ما ينبغي له عندهم من التعظيم والثناء
وقالوا فيما اتصل بنا أن الطلاق مكروه في روسيا الحديثة، وأن الزوجين المطلقين يعيشان بين الشيوعيين معيشة هوان واحتقار
والذي قال هذا لا يعقل ما قال
وإلا فلماذا يلوم الشيوعيون إذن تلك الآداب التي كرهت الطلاق أو قيدته ببعض القيود أو جعلته محلاً للمراجعة؟
وما هي إذن تلك الجرائم الخلقية التي يعترف بها قانون الشيوعيين ويفرض لها عقاباً يناسبها في الضرر والوخامة؟
إن الحكاية كلها تطاول لا أدب فيه، وكلام يقوله القائل وهو لا يعقل معنى ما يقول
ومما أراه أنا أن تنبيه الأذهان إلى مساوئ الدعوة الشيوعية أوجب واجب على الكاتب المصري في الآونة الحاضرة، لأنها تمس الكرامة الإنسانية كما تمسها الفاشية والنازية، ولأن الشيوعية ليست مسألة أغنياء وفقراء، وإلا لكنت أحق الناس بالدعوة إلى الشيوعية أو بالسكوت عنها لبعدي عن الغنى اليوم وبعد اليوم، ولكنها مسألة الإنسان وكرامة الإنسان، وهل هو من المخلوقات التي تخاطب بلسان الروح أو من المخلوقات التي تخاطب بلسان