واستمعت سيارة لندائي، وبدت منها يد لطيفة كأنها الغرام في ليلة عيد، فمضيت وركبت وأنا لا أصدق أنني وصلت!
ولكن أين صاحب السيارة؟
لقد نزل للبحث عني، ثم تاه في غمار تلك الخلائق، فهتفت صاحبة المعصم تعال تعال فالدكتور وصل!
وبعد التحيات المعروفة في مثل هذه الظروف مضت السيارة وأنا لا ألتفت إلى الوجه الذي يشع نوره بمثل ما تشع الشمس عند الأصيل، وهل يليق بي أن ألتفت إلى وجه سيدة قد تكون زوجة هذا الرفيق؟
- حيها يا دكتور بكلمة
- ومن أحي؟
- هذه نور
- أي نور؟
- نور الهدى بطلة (فلم جوهرة)
وألتفت فإذا فتاة لطيفة في لون الصهباء، لم يشعشع وجهها بطلاء، فعرفت كيف كان العرب يصفون المرأة الجميلة بأنها صفراء
هل رأيتم جمال الاصفرار في حيوية اللون؟
ودار الحديث حول التمثيل والممثلين فقلت: إحرصي يا بنيتي على الانتفاع بعبقرية الأستاذ يوسف وهبي، فهو أعظم فنان في هذا الزمان
قال صاحب السيارة: أهذا رأيك في الأستاذ يوسف وهبي؟
قلت: هو رأيي
قال: وتسمح بتدوينه في مجلة الرسالة؟
قلت: وفي جميع المجلات، وسأخصك بحديث
قال: أرجوك أن تغفل اسمي، لأسباب لا أملك عرضها عليك وصلنا إلى القاهرة لنفترق، ولأبحث عن الأسباب التي توجب أن أغفل اسم ذلك الصديق، فما تلك الأسباب؟
كانت هنالك وليمة عيدية في (عزبة الصباح)، وكان في الوليمة فنانون وفنانات، وكانت