خلاصة هذا المذهب أني لا أتكلم عن أهل الأدب والسياسة بما يشبه النقد في أي مجلس، لأن الكلام عرضة للتزيد والتحريف، وإنما أكتفي بما يخطه قلمي في الجرائد والمجلات، إن طاب لي أن أناوش أحد الرجال
وأذكر أيضاً أني أعيش في عزلة بعد الرجوع من عملي إلى بيتي، فما يحتاج إلى غشيان الأندية غير من يعيشون بمنجاة من متاعب الواجبات، وأنا أحمد الله الذي تفضل فأكثر من أعبائي في حياتي، بحيث لا أجد فرصة لمسامرة المعارف والأصدقاء، فمن زعم أنه رآني وأني حدثته عن فلان أو علان بيكيت أوكيت فهو من الكاذبين
٢ - من عادتي أن أزور قصر جلالة الملك في يوم العيد لأتشرف بتقييد اسمي، ولأرى من كبار الرجال من لا يتسع الوقت لرؤيتهم في غير ذلك الجناب
وقد تأخرت قليلا في هذه المرة فلم أصادف غير الدكتور هيكل باشا والأستاذ فؤاد باشا سراج الدين، مع حفظ الحق لبقية من رأيت هنالك من رجال الأدب والبيان
وضاعت الفرصة في لقاء النقراشي باشا، ولو رأيته لاعتذرت عن ضياع حظي من زيارة داره في رمضان، مع أنه من جيراني بمصر الجديدة، ومع أن زواره يتزودون بأكرم زاد من أطايب الأحاديث، بفضل المجلس الذي ينعقد بداره في أمسية رمضان، كما كان الحال في أكثر البيوت قبل الزمن الجديد، زمن السهر في الأندية والقهوات
٣ - كان يجب أن أزور أهلي وأقربائي في سنتريس، ولكني رجعت غضبان، غضبان من شؤون لا تغضب إلا من يكون في مثل حالي من حب البر وبغض العقوق
وقضى الزحام باليأس من الظفر بمكان في إحدى السيارات، فتفضل صديق بتوصيلي إلى القناطر الخيرية لأركب القطار من هناك، ولكن القطار تحرك قبل وصولي بدقائق، ولا بد من الانتظار نحو ثلاث ساعات، فماذا أصنع؟
وقفت على قنطرة الرياح التوفيقي مع الواقفين وهم عشرات أو مئات في انتظار السيارات، فماذا أصنع؟
فكرت في مروءة أصحاب السيارات الخصوصية، وقد يكون فيهم من يعرفني، فكنت أقول كلما مرت سيارة خصوصية:(خذوني معكم) ولكن أين من يسمع؟