سمعنا وقرأنا أن عندك نعيما وسعيراً، فلمن أعددت نعيمك وسعيرك؟
نحن لا نطالب بأن نكون من أهل رحمتك، فلسنا لذلك بأهل، وإنما نرجو أن تجعلنا من أهل عذابك، لنثق بالصلاحية لأن تضع أعمالنا في الميزان
العيد هو يومنا عندك، ولو في أسوأ الفروض، فمن السعادة أن نقف بين يديك مسئولين
والعيد الأعظم هو أن توقظ ضمائرنا في كل وقت لنعاني ألف حساب قبل يوم الحساب
لا عيد ولا جديد إلا إن رجونا رحمتك وخشينا عذابك، فامنح قلوبنا نعمة الخوف منك والاعتماد عليك لنشعر بأننا كل يوم في عيد
السماء في عيدك، والأرض في عيدك، والشمس في عيدك والقمر في عيدك، والنجوم في عيدك، وأنت العيد لما نجهل من المواجيد، فأنت في غضبك ورضاك عيدٌ وألف عيد، فهل تسمح يا إلهي بأن نكون بفضلك كل يوم في عيد؟
أحاديث العيد
لم نقل مع المتنبي: (عيدٌ بأية حال عدت يا عيد) فقد وصل ونحن بعافية، فلله الحمد وعليه الثناء، أدام الله علينا وعلى قرائنا نعمة الشعور بكرمه الموصول
١ - في يوم العيد وصل خطاب من الأستاذ حافظ محمود يقول فيه إن هجوم السيد حسن القاياتي مدسوس عليه، وأنه لم يخط بقلمه حرفا مما دار حوله الجدال في الأسابيع الماضية، ويدعوني إلى كتابة كلمة ترضية يطيب بها قلب ذلك الصديق
وأقول إن المعلومات التي تضمنتها الخطابات المنشورة باسم الأستاذ القاياتي معلومات مريبة لأنها متصلة بشؤون لا يعرفها سواه، فإن لم يكن هو الكاتب فلن ينكر أنه مصدر المكتوب، وبهذا يقع عليه شيء من المسئولية
ثم أقول إنه كان يستطيع تكذيب ما نشر باسمه لأول مرة فينحسم الخلاف قبل أن يطول، ولكنه سكت نحو خمسة أسابيع، ثم بدأ في التشكي من العدوان عليه، وهذا من أغرب ما يقع في معاملات الناس
وأنا مع هذا أعتذر للصديق عما بدر مني في مساجلته، وأعلن أني أعتز بصداقته كل الاعتزاز، وأني لن أسمع فيه كلاما ولو نشر بنفسه في مغاضبتي ألف خطاب
وهنا أذكر مذهبي في معاملة رجال الأدب ورجال السياسة، وهو مذهب يستحق التنويه