الهيئة التي تشرف على المسارح الخاصة، مثل الكوك بت والسالسبري والبلاك فرايرز، هيئة منتقاة يراعى في اختيارها شرائط لا داعي لذكرها هنا. وكانت المسارح الخاصة على العموم أصغر بكثير من المسارح العامة كالجلوب والفرشون والردبول، كما كانت مسقوفة دائماً ليستمر التمثيل فيها طول العام، بعكس المسارح العامة التي كانت مكشوفة الوسط لاتساعها، ولم يكن يستمر التمثيل بها غير أشهر الصيف، من ثلاثة أشهر إلى خمسة. أما في الشتاء، وهو سبعة أشهر تقريباً، فقد كان الضباب الكثيف يحول دون التمثيل فيها، خصوصاً والمشاعل لم تكن قد استعملت بعد. وقد اقتبست المسارح الإنجليزية في أوائل القرن السابع عشر وسائل المسرح الفرنسي الآلي في إخراج المناظر المختلفة. وكانت وسائل فجة غير رائعة، وكانت تستعمل في إبراز الغابات أو القصور أو المدن، كما أخذت عن المسرح اليوناني القديم طريقة الستار الأسود في أقصى المسرح إذا كانت التمثيلية مأساة. . . على أن هذا النقص في الإخراج كانت تستره مكتبة المسرح، إذ كان لكل مسرح مكتبة محترمة تتألف من أصول الدرامات التي يقوم بعرضها، ثم من مئات من أمهات الكتب التاريخية والمسرحية والأدبية، ولم تكن المكتبة حبساً على الممثلين، بل كان الشعب ينال منها نصيباً لا بأس به من الاطلاع. وقد تضاعفت هذه المكتبات بعد نشاط الطباعة وتقدم وسائلها الحديثة، وصار المؤلفون المسرحيون يعنون بطبع دراماتهم والوقوف على طبعها بأنفسهم. ولم يكن أحسن مسارح لندن يشتري من أحسن هؤلاء المؤلفين حق تمثيل إحدى دراماته بأكثر من ثمانية جنيهات (تساوي الآن ثمانين!)، وكان أصحاب الفرق يستغلون المؤلفين استغلالا دنيئاً، فكان المؤلف الفقير يقترض من مدير إحدى الفرق مبالغ تافهة على أن يقدم بها درامة أو درامتين، فإن عجز عن السداد دخل الربا بين الطرفين، وظل المؤلف مستعبداً إلى الأبد. على أن عدداً قليلاً من المؤلفين استطاع أن يقف من هؤلاء المديرين موقفاً حازما، إذ استطاعوا أن تكون لهم حصتهم في ميزانية المسرح، وعلى رأس هؤلاء مارلو وبن جونسون شكسبير
وكان النساء محرومات من غشيان المسارح بادئ الأمر، فلما خفت وطأة المسز جراندي، أخذن في الاختلاف إليه حتى أصبحن عنصراً هاما فيه. . . ممثلات ونظارة!