ذوي الجمال في الجسم والوجه والصوت. وكان لكل فرقة بهلول (بلياتشو!) يشعبذ في فترات الراحة بين الفصول، فكان أحياناً يغني أو يشهر ببعض الشخصيات التي يثير التشهير بها كثيراً من الضحك بين النظارة، كما كان يعلق بأسلوب فكه على أهم حوادث اليوم. فإذا انتهى الممثلون من آخر فصول الدرامة اجتمع كل أفراد الفرقة في ركن من أركان المسرح، ثم ركعوا تحية للملك والملكة، وهو ما يشبه السلام الملكي اليوم. . .
هذا، وقد بدئ باستعمال المناظر المتحركة بعد النهضة الإصلاحية، وكان الفضل في استعمالها لسير وليم دافنانت وكذلك حل النساء محل الولدان في تمثيل الأدوار النسائية سنة ١٦٦١. ذاك وقد كان لكل مسرح من المسارح الإنجليزية علامة مسجلة؛ فعلامة الجلوب صورة للبطل اليوناني الخرافي الجبار هرقل حاملاً بيديه المريدتين كرة أرضية، وكان على مقربة من الجلوب مسرح البلاك فرايرز، وكان شكسبير يؤلف دراماته لهذين المسرحين خاصة، كما كان يساهم في التمثيل وفي الأرباح على السواء. وقد كان الجلوب هو المسرح الصيفي، أما الآخر فكان مسرح لندن الشتوي العتيد، وبذلك امتاز عن الجلوب الذي كانت المسارح الأخرى تنافسه منافسة شديدة، ولا سيما مسرح الفورشون (الحظ) الذي أنشئ سنة ١٥٩٩ لمنافسة شكسبير. وكانت كل هذه المسارح الصيفية ما عدا الفورشون قائمة وسط مستنقعات كبيرة، وكان المتفرجون يصلون إليها فوق جسر طويل. وقد حدث في سنة ١٦١٣ أن شب حريق كبير التهم المسرح العتيد كله، ولم يلبث صاحبه أن جدده في السنة التالية. وقد انتهز الفرصة فاستبدل بالخشب الملاط، وبقش السار الإردواز، واصطنع خشبة المسرح من ألواح السنديان، كما خص الممثلين بغرفة كبيرة خلفية يستجمون فيها، وزاد في عدد الأبهاء (البناوير) فجعلها ثلاثة صفوف بدل صف واحد. وقد كلفه المسرح الجديد ثمانين وثمانمائة من الجنيهات قيمتها الآن ثمانية آلاف. ذاك وقد كثر عدد المسارح في أواخر عهد الملكة اليزابث داخل لندن نفسها، فكان ثمة مسرح الكوك بت أو الفونكسن ومسرح الردبول. . الخ. وقد أحصيت هذه المسارح فكانت أحد عشر مسرحاً. على أن المنافسة الشديدة الحق كانت بين اثنين منها فقط، وهما: الجلوب وكانت تحت رعاية اللورد تشمبرلن، والفرشون وكان تحت رعاية اللورد أدميرال؛ وكانا كلاهما يتمتعان برعاية الملك المباشرة. وكان من هذه المسارح ما هو خاص وما هو عام. وكانت