الفرصة فنعطيهم نماذج يحفظونها تناسب عقولهم، ولا تنبو عن إفهامهم، ما دامت الملكة السابقة لها القوة والسيطرة والغلبة
لقد غالى بعضهم وزعم أن تكوين ملكة عربية أسهل على الإنجليزي والفرنسي منها على من سبقت له ملكة العامية، وذلك مبالغة في اليأس والقنوط
إن العامية لا يمكن أن تقف في طريق تكوين ملكة العربية، بل إني أرى أنها عون على اللغة العربية، فمن السهل على من عرف العامية أن يتعلم اللغة العربية وتكون عونا له عليها، وتطيعه ملكة اللغة العربية بأيسر وأسهل مما تطيع من لا يعرفها ولا يتكلم بها كالإنجليزي والفرنسي، لأن معرفة العامية تعلم الكثير من العربية فتعلم كثيراً من مفرداتها كالأرض والسماء والسحاب والماء والثرى والهواء، تعلم كثيراً من أساليبها وتراكيبها، والنقص الذي دخل على ملكاته من تحريف العامية شيء سهل يمكن ملافاته إذا سار في الطريق المستقيم عكس من لم يعرف شيئاً من العامية، فبدأ في تعلم العربية من جديد كلمة كلمة، وحرفا حرفا، وأسلوباً أسلوبا، ونظماً نظما
قد بلغنا في نصرة الأسلوب الجديد في تعليم اللغة العربية المبلغ الذي وسعه الجهد، وإن كان قليلا، وبلغه الوسع وأن كان ضئيلاً، ولم نترك حجة تفيد نصرته إلا تتبعناها، ولا شبهة تدل على خلافة إلا أفسدناها. ولم يبق للمهيمنين على تعليم اللغة العربية في وزارة المعارف وفي الجامعة وفي الأزهر عذر في أن ألا يصطنعوا هذا الأسلوب؛ فقد وضح الحق، وانخذل الباطل، ولم يبقى عذراً لمعتذر