للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومعنى هذا أن الشخص الذي يركب الترام مرة أو مرتين في اليوم لا يفكر في إعداد ثمن التذكرة، وأنه لا يتأذى من رؤية التذكري وهو يحار في صرف النقود لعشرين أو ثلاثين من لركاب، مع أنه يقوم بهذه المهمة الثقيلة وهو على حافة الترام وفي قلق لا يحتاج إلى بيان

ولو كتبنا مقالة في استهجان هذه المعاملة لوجدنا من ينكر أنها مقالة أدبية، لأنها خلت من الحديث عن الأزهار والنجوم والرياحين

٢ - هذا موظف يركب الترام في بدلة نظيفة وإن لم تكن جديدة، لأن العمل في الدواوين يوجب أن تكون الأثواب على جانب من القبول، وهذا عامل يركب الترام وثوبه مزيت، لأن شغله لا يمكنه من تغير الثوب في كل انتقال، وهو مع ذلك يرى من حقه أن يجلس بجانب الموظف غير مبال بما سيصنع ثوبه المزيت. . . هل نكتب مقال في النهي عن هذا الصنف من السلوك؟

وإن فعلنا فسنجد من يقول إننا نجسم الفروق بين الطبقات

٣ - هذا فلاح يسئ معاملة المالك، فيأخذ خيرات الأرض، ويترك المالك في حيرة إلى أن يستنجد بالقضاء. . . هل نستطيع تأنيب الفلاح على هذه الألاعيب؟

إن فعلنا فسنجد كتاباً يبكون حظ الفلاحين بدموع التماسيح!

وخلاصة القول أن الأدب لا يحيا كل الحياة إلا إن عبر عما في الصدور تعبيراً يشمل جميع الألوان، ألوان الإحساس بما في الحياة من آلام وآمال، بلا استثناء للجزئيات الصغيرة في الحياة اليومية

سؤر الحديث

السؤر هو البقية، فما بقية هذا الحديث؟

حين أنست القاهرة بزيارة الوفد السوري، الوفد الذي تقبلته مصر بأحسن القبول، تذكرت أن الأستاذ محمد خالد حدثني أن جماعة من أدباء سورية ضاقت صدورهم بأدبي، فاعتزموا إرسال وفد يقنع مجلة الرسالة بوجوب التخفف من مقالاتي!

فمتى يجيء الوفد السوري الجديد؟ متى يجيء فتستريح (الرسالة) وأستريح؟

الحق أني لم أفكر يوماً في ملاطفة قرائي، وهل ألاطف نفسي حتى ألاطف قرائي؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>