إنها ترفع ذراعها، وتلوي وجهها، ثم تحدق في لأقتنع!
وهل أقتنع إلا بعد أن أتمتع بهذه المجادلات ساعات وساعات؟
لن أقتنع أبداً، فلتحبسني في دارها لأسمع تلك الخطب اللطاف، إلى أن أمل من النعيم فأقتنع، ولن أمل ولن أقتنع!
إن كان من الخيانة للحق أن نساعد النساء على الطغيان، فأنا بإذن الهوى أول الخائنين!
ومن حسن الحظ أن خيانتي هينة الخطب، لأن المرأة بعيدة عن عملي، ولو تعرضت لي في عملي لدستها بقدمي، فللرجولة وثبات تزلزل الجبال
إذا جد الجد فلن أخضع لهذه الجنية ولو كانت من جنيات الأورمان
وما الجد وما الحق بجانب سحر الجمال؟
آمنت بك يا ربي وآمنت ثم آمنت، فلولا لطفك لردتني هذه الجنية إلى أهواء يعجز عن تصورها الخيال
أنا أحبها لأنها أصدق مني. . . تعرضت للموت في حبها فتعرضت للفضيحة في حبي، والفضيحة أفظع من الموت
ما أجملها حين تثور في المطالبة بمساواة النساء للرجال!
لو كان الأمر للهوى لمنحتها ما تريد، ولكن العقل يساجلني من وقت إلى وقت، فأثور على مطالب النساء
ما أنت أيها العقل؟ ومتى أنجو من شرك؟
مالي ولهذا الحديث؟ ألم أقل إني أريد وصف الليلة الفردوسية؟ طال الجدال حول حقوق المرأة فاقتنعت لأني شبعت من مجادلة الجنية السمراء، ولأني رغبت في تلوين الأحاديث، فدعوتها للمهادنة إلى حين
عند ذلك وقفت وقد احتضنت الكمنجة لتداعبها بأناملها اللطاف، وهي أجمل ما تكون حين تقف، لأن جمالها يرتكز في قامتها السمهرية:
أنا واللهِ هالك ... آيسٌ من سلامتي
أو أرى القامة التي ... قد أقامت قيامتي
- ماذا تحب أن تسمع؟