للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

البلوى بروحها المقبوس من عذاب السعير، فكيف صار الحب جدا من أعنف ضروب الجد، وكان مزاحاً من ألطف فنون المزاح؟

أنت يا شقية سبب شقائي، وأنت السر في بلواي بالدنيا وبالوجود

ولكنك مع ذلك أشبه الأشياء بنكت المداد الذي يتساقط حين أخلو إلى قلمي، فمن قطرات المداد الأسود دونت أدبي، ومن زفرات روحك الأهوج صغت روحي، وبين الأدب والروح نسب وثيق

أنا القمر وأنت السحابة في ليلة من ليالي دمياط، والنصر للنور ولو بعد حين

مالي ولهذا الحديث؟ أنا أريد وصف ليلة من ليالي الفردوس مع تلك الحورية السمراء، فكيف كانت تلك الليلة الفردوسية؟

يجب أولاً أن أقول كلمة وجيزة أبين بها بعض خصائص المرأة الجميلة حين تصبح على جانب من التهذيب والتثقيف، وحين يصبح في مقدورها أن تخوض بلباقة وبراعة في شجون من الأحاديث، فهذه المرأة تخلع على موضوع الحديث عطراً رقيقاً يسري أريجه إلى عقل المحدث فيزيده حيوية إلى حيوية، وهي تضيف إلى الحديث ألواناً لطيفة من الدعابة والدلال، وإن كانت لا تقصد إلى الدعابة والدلال، فالمرأة رقيقة بالفطرة والطبع، وقد تبلغ نهاية الرقة حين تساجل رجلاً تميل إليه بالقلب والوجدان

وهنالك ظاهرة نفسية تستحق التسجيل، فالمرأة تحاول الظهور باسم العقل، ويسرها أن تجد من يقول بأن النساء أعقل من الرجال

وهل قلنا بغير ذلك، يا ناس؟

المرأة أعقل من الرجال، بلا جدال، فلتطلب من المناصب ما تريد!

وصاحبة الليلة الفردوسية من هذا الصنف، فهي لا تكف عن المطالبة بمساواة النساء للرجال في جميع الميادين

ولكني أعارض. أعارض لأسمع صوتها البغوم وهي تجادل وتناضل. وأعارض لأرى كيف يتلون وجهها الجميل حين تنفعل وحين تصرخ؛ ولا غنى للمرأة عن الانفعال والصراخ

ما أجمل هذه الشقية حين تثور مطالبة بحقوق النساء!

<<  <  ج:
ص:  >  >>