وفي تلك الأزمات القاسية سطرت كتاب ليلى المريضة في العراق.
تمثلت هذه المتاعب لخاطري وأنا أرتل كتابي، فانقلب الترتيل إلى نشيج، ثم رفعت بصري فرأيت دموعاً تجاوب دموعي، وهي الدموع الأبية العصية، دموع الخريدة التي قهرها الحب على البكاء، بعد طول التأبي والعصيان
- من صاحبة هذا الوحي إليك؟
- هي ليلى
- غريمتي في العراق؟
- عند القلب علم الغيب
- وماذا يقول قلبك؟
- يقول:(قلبي مات، قلبي مات)
- ولقلبك قلب؟
- ولدموعي دموع!
- وما نصيبي عندك؟
- هو أعظم نصيب، وهو أخطر من أن ينصب له ميزان، فذخائر الوجود لا تساري قطرة واحدة من دموعك الغالية
- يفتنك بكائي؟
- الدموع فوق الخدود أجمل من الأنداء فوق الورود
- ستنشر هذا الحديث في مجلة الرسالة؟
- وفي جميع المجلات
- وماذا يقول الناس؟
- وأين الناس؟
- أنت تخاطر بمركزك بالمجتمع
- وأين المجتمع يا طفلتي الغالية؟ لقد حاربت ألوفاً من الخلائق فحاربوني، فهل هزموني؟ أنا لا أخاف غير الله، وهو خوف منبعث عن الأدب، وليس له أية صلة بالخوف الذي يفهمه عامة الناس، ولو شئت لقلت إني آمن جانب الله فلا أتخوف منه أي عقاب