٢ - ترنيمة أتون (منقولة بالشعر الحر عن العلامة برستد الذي ترجمها عن الهيروغليفية إلى الإنجليزية)
٣ - مملكتي إبليس (شبه ملحمة للدكتور الفاضل)
٤ - كثير من القطع القصيرة الأخرى
الرائد الأول:
لست أدري أي الرائدين فكر لأول مرة في موضوع الشعر المرسل في مصر خاصة وفي العلم العربي عامة، أهو الأستاذ الشاعر عبد الرحمن شكري، أم هو الأستاذ الشاعر محمد فريد أبو حديد؟ ليكن أيهما شئت، فالذي يهمني وأفرح به وأتعصب له هو أنهم أحرزا لمصر قصب السبق في هذا الميدان الجديد من ميادين النظم؛ ولن يمنعني تعصبي للشعراء المصريين من أن أكون أول المصفقين لشعراء الشعوب العربية العزيزة حينما يظهر من بينهم هذا الشاعر الأصيل المجلي الذي يبرز في الميدان ويأتي في موضوع الشعر المرسل بطرائف وغرر تبذ طرائف وغرر شعرائنا، ما دام هدفنا هو تجديد الأدب العرب، وتجديد الشعر العربي بوصف كونه فرعاً من فروع هذا الأدب، وإخراجه من حدوده الشكلية والموضوعية الضيقة التي وقفت عند النهضة الأندلسية الكبرى
على أنني لا أشك مطلقاً في أن الأستاذ أبا حديد هو الشاعر الثائر الأول الذي فكر في نظم درامة كاملة بالشعر المرسل الذي لا يخضع لسلطان القافية، فقد نظم درامة (مقتل سيدنا عثمان) سنة ١٩١٨ أي منذ خمس وعشرون سنة، عندما تخرج من مدرسة المعلمين العليا، وعندما وضعت الحرب الكبرى الأولى أوزارها
وقد نظمها الأستاذ أبو الحديد لنفسه كما يقول في المقدمة. . . أو على حد تعبيره هو:(. . . لقد كان أبعد شيء من تصوري أن تتلك الرواية سوف تقع عليها عين سواي، فإني ما كتبتها إلا لكي ألهو بكتابتها، أو إن شئت قلت أني لم أكتبها إلا للذة النفسية التي كنت أجدها في تأليفها، فلما أن أتممتها كما رسمت وضعتها في درج مكتبي، وكنت لا أعيرها بعد ذلك ألتفاتاً. . .)
وقد بقيت الرواية في هذا الدرج المظلم المكدس بالمسودات عشر سنوات تباعاً. . . ولم ترى الضوء إلا سنة ١٩٢٧ حينما كان الأستاذ مدرساً بمدرسة الأمير فاروق الثانوية،