المفترع الأول، وأن كتابه سيكون المصدر لمن يتحدثون عن هوميروس أو سقراط أو أفلاطون
وهذا كلام أقوله لمنفعة قرائي، وأنا أحب لهم ما أحب لنفسي، ولو كان هذا الكتاب ضعيفاً لأخذت بخناق الدكتور طه بدون ترفق، لأني لا أجامل أحداً على حساب الفكر والبيان
آفة الإخلاص في التلخيص
التلخيص مطلوب، ولكنه لا يخلو من آفات، لأنه يصد المؤلف عن تعقب من ينقل عنهم نقل الواثق بأنهم على هدى في جميع الأقوال
وقد وثق الدكتور طه بمن نقل عنهم فلم يجادلهم في رأي من الآراء
وتوضيح هذه المؤاخذة أن الدكتور طه ساير الباحثين الأوربيين في القول بأن الثقافة اليونانية هي مصدر الثقافة الإنسانية، وأن الناس في الشرق والغرب، وفي جميع الأجيال مدينون لثقافة اليونان
والحق أن للدكتور طه عذراً في هذه المسايرة، فقد قرأ كتباً ترى هذا الرأي، ولو أنه تريث لعرف أن هنالك كتباً أجدر من تلك الكتب بالتلخيص، وهي الكتب التي ترى أن المعارف اليونانية منقولة عن المعارف المصرية، وأن فلاسفة اليونان القدماء لم يكونوا إلا تلاميذ لفلاسفة مصر القدماء
وأنا لا أسوق هذه المؤاخذة تعصباً لبلادي، فاليونانيون أنفسهم يعترفون بأنهم تلاميذ المصريين، وكانت زيارة مصر واجبة على كل يوناني يريد التفقه في درس أسرار الوجود
أستاذية مصر الفرعونية لليونان الوثنية ليست أسطورة من الأساطير، وإنما هي حقيقة من الحقائق. وإن أراد الدكتور طه أن يساجلني فأنا حاضر للسجال، ومعي العقل الذي ثقفه الدكتور طه يوم كان أستاذي بالجامعة المصرية
هدية نفيسة
كان من المألوف بيني وبين الدكتور طه أن نتقارض الهدايا العلمية والأدبية، قبل أن تدور الدسائس بيني وبين هذا الأستاذ الجليل، وأنا أريد اليوم أن أقدم إليه هدية أرجو أن يتقبلها مني