أما مصر فقد وقفت وقفة أبية في رد الحروب الصليبية، وذلك موقف لن ينساه التاريخ
معذرة يا أستاذي، فقد بدا لي أن أرد إليك بعض ما أسديت إلي من جميل
بين الإيجاز والإطناب
أطنب الدكتور طه حين تحدث عن قادة الفكر في العصر اليوناني، ثم أوجز إيجازاً مخلاً حين تحدث عن قادة الفكر في العصر الإسلامي، فهل يرى أن الصراع الفكري في عهود الوثنية كان أقوى من الصراع الفكري في العهد التي احتدم فيها النضال بين الإسلام والنصرانية؟
يرجع السبب في الإيجاز والإطناب إلى الكتب التي كانت بين يديه وهو يؤلف كتابه اللطيف، وأهما كتاب ليون روبان في تاريخ الفكر اليوناني
ولو كانت الأقدار قضت بأن يظهر كتاب يؤرخ الفكر العربي لكان من المؤكد أن يصول الدكتور طه صولة القادر على شرح ما قام به العرب في رفع القواعد من الحضارة الإنسانية
لقد قرر أن الإسكندر غرس الفكر اليوناني في الهند، مع أن الإسكندر لم يلم بالهند إلا إلمامة الطيف، فما عساه يقول لو تذكر أن الفكر العربي تغلغل في أرجاء الهند، وما زال يتغلغل بفضل المذاهب الإسلامية؟
أهم فصول الكتاب
الفصل المكتوب عن هوميروس خفيف الوزن، ويقرب منه الفصل المكتوب عن سقراط، ثم تجلت قدرة المؤلف على البيان حين تحدث عن أفلاطون وأرسططاليس، وسيسأل الطلبة حتماً عن هذين العبقريين، لأنهما المنشئان الأصيلان للفلسفة اليونانية
أما الفصل المكتوب عن الإسكندر فهو غرة الكتاب، ولعله من أجمل ما كتب الدكتور طه حسين. وأهمية هذا الفصل ترجع إلى براعة المؤلف في تصوير قدرة الفلسفة حين تنتقل إلى الميادين العملية، وكذلك يقال في الفصل الخاص بجبروت يوليوس قيصر، وما استطاع أن يصنع في إيقاظ الرومان
والفصل الخاص بالعصر الحديث موجز جداً، ولكنه جيد ففيه لمحات فكرية على جانب من