للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أثر عربي كبير كامل في الأدب العربي - أو الأدب المصري - بالشعر المرسل، وأنها لهذا السبب جديرة بالدراسة وجديرة بحسن الالتفات. وموضوع الدرامة يتناول تلك المأساة الباكية التي يدمى لها فؤاد كل مسلم. . . المأساة التي غيرت وجه الإسلام وذهبت بحرية الشورى التي بشر بها محمد. . . المأساة التي قسمت المعسكر الإسلامي وشقت وحدة المسلمين، وجعلت من أعظم صحابة أعظم نبي فرقاً ممزقة، ولبستهم شيعاً وأحزاباً، وأذاقت بعضهم بأس بعض. . . فأغمد المسلم سيفه في صدر أخيه المسلم، وانتهى الأمر بأن أصبحت إمارة المؤمنين ملكاً عضوضاً وعهداً مفروصاً لا رأي فيه لأحد إلا ما تنتزعه القوة من بيعة تفرضها السيوف المصلتة، ويرفضها الدين المختنق، وتأباها الضمائر المكبوتة، ولا تباركها السماء

ويبدأ الفصل الأول من المأساة بحوار بين جماعة من المسلمين الحانقين على سياسة عثمان - رضي الله عن وغفر له - يشكون مما وصلت إليه الحال من استعمال أمير المؤمنين أهله وأقاربه على الولايات، وعزله عمال عمر وأبي بكر، ثم نزوله عن خمس مغانم الحرب لبعض الأفراد من بني أمية، نزولاً قال عنه عثمان أنه بيع وليس نزولاً. . . ثم يقبل مروان بن الحكم - هذا الداهية المسلط على عثمان - مع الشاعر عدي الأموي، فيدور بينهما حوار يغريه فيه مروان بإثارة العصبية القبلية الجاهلية التي محقها الإسلام وعفى على آثارها، ويمنيه مروان الأماني، فيعده عدي خيراً وينطلق، ويقول مروان:

أصبح الناس يداً واحدةً

كلهم يرمي إلى قلب أميةْ

إن للحاسد قلباً قلقاً

لا يرى الراحة ما دام يرى

أثراً للخير في كف سواه

ما يودون؟ أكنا هملا

ثم أصبحنا سراةً في قريش؟

فلئن بات لنا الأمر فقد

كان فينا مثله في الجاهلية

<<  <  ج:
ص:  >  >>