الصامتة فيما يرجح، وتلك الحروف يقع معها عادة الوقف، أي السكون، ولهذا لاح للخليل أن التتابع إنما يقع في الحركات والسكنات، بينما نجد في لغة كاللغة اليونانية أن الحروف الصائتة هي الغالبة، ولهذا لا نحس فيها بالسكنات الموجودة في اللغة العربية، بل نحس فوق كل شيء باختلاف كم الحروف الصائتة في تتابعها.
هذان السببان لا يجوز أن يحجبا عنا الحقيقة اللغوية التي تصدق على كل لغة وهي أن المقطع هو وحدة الكلام. وفي اللغة العربية أربعة أنواع من المقاطع هي:(١) المقطع القصير المفتوح وهو المكون من حرف صامت وحرف صائت قصير (حركة) مثل المقاطع الثلاثة في كتب (٢) المقطع الطويل المفتوح وهو المكون من حرف صامت وحرف صائت طويل (ألف أو واو أو ياء - حروف اللين) مثل (كا) في كانت (٣) المقطع الطويل المزدوج وهو المكون من حرف صامت وحرفين صائتين مثل بي في بيت مع احتفاظنا بالمناقشة العلمية التي تدور حول طبيعة الياء في هذا المقطع أهي صائتة أم صامتة (٤) المقطع المغلق وهو المكون من حرف صامت، ثم حركة فحرف صامت آخر نحو (تُن) في بيتٌ والحرف الصائت في هذا المقطع قصير دائماً؛ فهذا قانون هام من قوانين اللغة العربية وليس له استثناء إلا في حالات محصورة أهمها حالات الوقف على الاسم المنون مثل (نارْ)؛ فهي تتكون في هذه الحالة من مقطع واحد مغلق حرفه الصائت طويل، وكذلك الوقف في حالتي التثنية والجمع مثل محمدانْ ومحمدونْ، فالمقطع (دان) والمقطع (دون) كل منهما حرفه الصائت طويل، وإذن القانون العام هو قصر الحرف الصائت في المقطع المغلق؛ فهل نعتبره مقطعاً طويلاً أم قصيراً؟ الواقع أنه مقطع طويل ويأتيه الطول من الزمن الذي يستغرقه الحرفان الصامتان؛ فهذا الزمن لا بد من حسابه وإن لم يحسبه علماء العروض الإغريقي واللاتيني. ولقد أثبت البحث الحديث أنه من الواجب أن يحسب كم الحروف الصامتة في كافة اللغات ومن باب أولى في اللغات السامية حيث تغلب تلك الحروف. ثم إنه إذا كان في كافة اللغات حروف آنية كحروف الانفجار (باء وفاء مثلاً)؛ فإن هناك حروفاً متمادة كالسين واللام مثلاً، فهذه من الممكن أن نمد في نطقها كما نشاء. وإذن فالمقطع المغلق نعتبره طويلاً
ونخلص من هذا إلى وجود مقاطع في اللغة العربية. وهذه المقاطع تختلف في كمها. فهل