نستنتج من ذلك أن الشعر العربي كمي بمعنى أن كل تفعيل فيه يتكون من مقاطع مختلفة الكم بنسب محدودة؟
ذلك ما رآه المستشرق إوالد فقد وضع للشعر العربي عروضاً على غرار العروض اليوناني وهو عروض مستقيم سهل الفهم مبسط عن عروضنا تبسيطاً كبيراً. ولقد درسناه في العام الماضي للطلبة بالجامعة فأجادوا فهمه. ويستطيع القارئ أن يجده في الجزء الثاني (من قواعد اللغة العربية) للمستشرق المشهور ريث ولكننا مع ذلك لا نقر إوالد ومن نحا نحوه من عامة المستشرقين في اكتفائهم برد العروض العربي إلى المقاطع الكمية كما هو الحال في العروض اليوناني واللاتيني، وذلك لأنهم لم يبصرونا بالإيقاع فالكم كما قلنا لا يكفي لإدراك موسيقى الشعر بل لا بد من الارتكاز الشعري الذي يقع على كل تفعيل ويعود في نفس الموضع على التفعيل التالي وهكذا. ولقد كان للخليل على المستشرقين ميزة الإحساس بهذا الإيقاع فتتابع الحركة والسكون على نسب محددة يوضح ذلك الإيقاع ولا كذلك تتابع المقاطع المختلفة الحكم.