وبعد فإننا نوافق الأستاذ الزميل على أننا قد اتخذنا موقف المحامي عن الإمام في كتابنا عن عبقريته، وأن جو الكتابة هو الذي قضى علينا باتخاذ هذا الموقف، لأن النزاع حول علي يوجب التعرض لوجوه هذا النزاع، كما يوجب إنصافه مما قيل فيه
ولكننا لا نوافقه على أن الدفاع يمنع (رسم الشخصية) على الوجه الأمثل، لأن تصحيح الأقوال التي يوصف بها رجل من الرجال هو المقدمة الأولى لتصحيح صفاته والتعريف بحقيقة شخصه، وليس من اللازم أن يكون حكم القضاء مخالفاً لبرهان الدفاع. بل كثيراً ما يعتمد عليه وينقله بنصه ويبطل كل ما عداه
وإن من الحق علينا لزميلنا الكبير أن نشكر له ملاحظاته القيمة، لأن الملاحظات التي تصدر عن وجهة نظر هي جلاء لوجهة نظرين بل لوجهات أنظار، ومنها الفائدة التي يبتغيها النقاد والقراء والمؤلفون.