ومنهم فافيلوف وقد عني بدرس أصل الزراعة وتزاوج النباتات في أنحاء الاتحاد السوفياتي. وقد وجد أن هناك عشرين نوعاً من قمح الخبز في أوربا، واثنين وخمسين نوعاً في إيران، ولا أقل من ستين نوعاً في أفغانستان. ومنهم أيضاً العالم مسفسكي وقد درس قوة الأشعة الكونية في النفاذ من طبقات مائية كثيفة. وأجرى تجاربه في نهر نيفا قرب لننغراد في شمال روسيا، وأسفرت تجاربه عن نتائج أيدت نتائج ملكن العالم المشهور بدراسة هذه الأشعة
وعلى وجه العموم نرى أن علماء روسيا معنيون أول ما يكون بدرس المسائل العلمية المتعلقة بالصناعة والتطبيق والحياة. فقد فرضت السلطة سطرتها على العلم، ووجهت أكاديمية العلوم وجهة تقصد التجديد في الصناعة واستغلال القوى الكامنة في البلاد والعمل لرخاء الشعب، فنقلها إلى موسكو لتكون مؤسساتها في موقع حربي أمين، وتكون قريبة من الإدارة الحكومية. وجرى تبادل رجال العلم بين الجامعات ودور الصناعة، فأستاذ الجامعة يقضي وقتاً كبيراً في المصنع مشرفاً عليه محاولاً تحسينه وجودة إنتاجه. ويحاضر رجال الصناعة في الجامعة في مدى تطبيق العلم النظري، وعن المشاكل الراهنة التي تجابهها الصناعة والتي يتوقع من المختبر حلها. وكان لهذا التعاون الفريد نتائج باهرة في الناحيتين المهنية والتطبيقية.
ويقضي التنظيم الحديث أن يعني العالم بتطبيق ما يكتشف قبل أن يسير وراء نتائجه إلى ابعد الحدود النظرية. ولا يجوز له أن يصرف جهوده في بحث توفر عليه أحد علماء الآخرين. ويجب نشر آخر ما ينتهي إليه عالم ليوفر على آخر جهداً يقصد منه الوصول إلى تلك النتائج عينها. فيتوزع بذلك الاهتمام العلمي بين الأبحاث على وجه المستقيم، ولا يفر العلماء إلى ميادين كلاسيكية نظرية.
ولا يجوز للعالم أن يغير اختصاصه المقرر له إلا بعد مداولات طويلة مع رؤساء المعهد الذي ينتسب إليه، وندر ما لقيت رغبة العالم فيما يود الخوض فيه من أسرار الكون والحياة أدنى اعتبار.
وعند النظر في قيمة هذا التنظيم وانسجامه مع روح العلم ونجاحه في خلق العلماء والمبتكرين، نرى أن علماء أوربا الغربية وأمريكا لا يتفقون على وجهة نظر واحدة. فمنهم