للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جاءني منه سلامٌ ... سلَّم الله عليه الله يسلّمك.

وقال:

له فصولٌ كلُّها فضولُ

يريد أن يقول إنها (فصول باردة).

وقال:

حاشاك أن ترضى بأن ... أموت في الحب غَلَطْ

كما نقول اليوم: (فلان مخلوق غلط)

وقد أكثر في شعره من عبارة: (يا ألف مولاي)

ونحن نقول للزائر: (يا ألف مرحب)

وأنا أكتفي بهذه الشواهد، وأترك للمتسابقين مراجعة نظائرها في ديوان البهاء

الشاعر العاشق

يظهر أن البهاء زهير فتن بالجمال فتنة دامية، فهو عاشق من الطراز الأول، ولم يمنعه منصبه في الدولة ولا مركزه في المجتمع من إعلان هيامه بالجمال، كأن يقول:

أروح ولي من نشوة الحب هزةٌ ... ولست أبالي أن يقال طَرُوبُ

محبٌّ خليعٌ عاشقٌ مّهتكٌ ... يَلذّ لقبي كل ذا ويطيبُ

خلعتُ عذاري بل لبست خلاعتي ... وصرّحُت حتى لا يقال مريب

وفَي ليَ من أهوى وصرّح بالرضى ... يموت بغيض عاذلٌ ورقيب

فلا عيشَ إلا أن تُدار مُدامةٌ ... ولا أُنس إلا أن يزور حبيبُ

وإني ليدعوني الهوى فأجيبُهُ ... وإني ليَثنيني التقي فأنيب

فيا من يحبّ العفوَ إنيَ مذنبٌ ... ولا عفو إلا أن تكون ذنوب

وكأن يقول:

لحا اللهٌ قلباً بات خِلواً من الهوى ... وعيناً على ذكر الهوى ليس تذرفُ

وإني لأهوى كلَّ من قيل عاشقٌ ... ويزداد في عيني جلالا ويَشْرُف

وما العشق في الإنسان إلا فضيلةٌ ... تُدمَّث من أخلاقه وتُلطّف

يعظِّم من يهوى ويطلب قربه ... فتكثر آدابٌ له وتظرُّف

<<  <  ج:
ص:  >  >>