للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما الجمال؟ إنه الحرية، إنه الطلاقة. إنه الانطلاق من الأوضاع والأشكال والتقاسيم والحدود

ألهذا يبدو الخلود جميلاً لأنه غير محدود. لأنه الظل الطليق لهذه الحياة المقيدة؟ ألهذا يخلق الناس الآلهة؛ ألهذا يركنون إلى الإيمان؟

من يدري؛ فربما كان خلق الناس للآلهة وركونهم للإيمان فما نفسهما الصلة الحقيقية بين الإنسان الفاني المحدود، والإله الباقي غير المحدود

الإله الطليق

أيها النور، أأنت طليق؟ أأنت تفيض حيثما تشاء، وتنطلق كيف ما تريد؟ أأنت تغمر الكون في سعة وفيض لا يخشى عليهما النفاذ، ولا تحد من طاقتهما الحدود؟

لقد كنت أحسبك كذلك، وكنت سعيداً بأن أحسبك كذلك، إلى أن قرأت وعرفت! عرفت أنك خاضع - ككل مظاهر الطبيعة - للقانون، عرفت أنك مقيد بالناموس

وا أسفاه! إنك أيها النور كائن محدود!

وا أسفاه! لقد تقصيت مظاهر هذا الكون، وحصرت أملي فيك - أيها النور، لأنك أنت الوحيد من بينهما الذي كنت تخيل إلي أنك طليق!

ثم ماذا؟ ثم هاأنت ذا غير طليق!

وا لهفتاه! أليس هنالك غير المحدود؟ ما أحوج القلب البشري إلى هذا اللانهائي. إنه يفقد أعز عقائده وأجمل أمانيه حين يفقده

ماذا؟ أليس هنالك عزاء؟

بلى، هنالك عزاء وحيد. هنالك الإله. الإله الذي لا أول لوجوده، ولا آخر لامتداده. الإله الطليق من جميع القيود

أبهذا الإله العظيم

إنني أحبك! أحبك لأنك (غير المحدود) الوحيد في هذا الوجود. أحبك لأنك لأمل الوحيد للقلب الإنساني حين يضيق بالحدود!

قيود الملك

<<  <  ج:
ص:  >  >>