١ - قولكم:(فرأيت على بعد خطيب المسجد الأقصى يمر إلى حجرته في حلة خضراء وعمامة صلاحية وهو زي يتوارثه خطباء المسجد الأقصى من عهد صلاح الدين وهم من بني جماعة الكنانيين توارثوا هذا المنصب منذ القرن السادس إلى يومنا هذا)
٢ - وقولكم:(وانتهى بنا السير مع هذه الآثار والذكر إلى التكية البخارية وهي التي اتخذت متحفاً إسلامياً)
١ - أقول إن إسناد خطابة المسجد الأقصى لبني جماعة لم يكن في عهد صلاح الدين ولا في القرن السادس بل في أواخر القرن السابع؛ فإن أول شيخ من بني جماعة سكن بيت المقدس هو الشيخ إبراهيم بن جماعة قدمها من حماة سنة ٦٧٥ هـ في عهد الملك الظاهر بيبرس، ولم يلبث إلا أياما حتى أدركته الوفاة بكرة عيد الأضحى سنة ٦٧٥ ودفن بمقبرة ماملا بالقدس: النجوم الزاهرة ج ٧ ص ٢٥١ والأنس الجليل ج ٢ ص ٤٩٤. أما أول من ولى خطابة المسجد الأقصى من بني جماعة كما يؤخذ من الأنس الجليل فهو القاضي بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة وليها في سنة ٦٨٧ هجرية في عهد الملك المنصور قلاوون بعد وفاة قطب الدين عبد المنعم بن يحيى الزهري النابلسي خطيب المسجد الأقصى، وقد مكث قطب الدين المذكور خطيباً في الأقصى أكثر من أربعين سنة: الأنس الجليل ج ٢ ص ٤٧٩ والنجوم الزاهرة ج ٧ ص ٣٧٨.
٢ - إن مكان المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى يعرف بجامع المغاربة. وهو مجاور للزاوية الفخرية وهي المعروفة قديماً باسم الخانقاه الفخرية أما التكية البخارية وهي المعروفة بالتكية النقشبندية؛ فهي خارج المسجد الأقصى ولم تتخذها متحفاً. قال في الأنس الجليل ج ٢ ص ٣٨٦ (الخانقاه الفخرية، وهي مجاورة الجامع المغاربة الذي تقام في صلاة المالكية من جهة الغرب وبابها من داخل المسجد عند الباب الذي يخرج منه إلى حارة المغاربة)، وهذا الوصف لجامع المغاربة ينطبق على مكان المتحف الإسلامي الحالي كل الانطباق