(لابد أنه سيمنحني مقداراً من المال إذا وجدته في المنزل؛ وإذا لم أجده فسأحطم كل مصابيح الكهرباء التي في منزله)
كان هذا اتجاه تفكيرها وهي في طريقها إليه
وقبل أن تصل إلى منزل طبيب الأسنان رسمت خطتها للعمل. إنها ستصعد السلم قفزاً وهي تضحك عابثة، ثم تندفع إلى حجرة الطبيب وتطلب منه خمسة وعشرين روبلا. ولكنها ما كادت تلمس الجرس حتى أحست بهذه الفكرة تتبخر من ذهنها. وبدأت فاندا تحس بالرهبة والضيق، مما لم تعهده من قبل. لقد كانت دائماً جريئة في حلقات الشراب، ولكنها الآن وهي تلبس هذه الثياب الحقيرة تشعر كأنها شخص يطلب إحساناً؛ وقد لا يسمح لها حتى بالدخول. وشعرت فجأة بالذلة والمسكنة، وأحست بالخجل والاضطراب
أخذت تفكر وهي لا تجد من نفسها الشجاعة الكافية لأن تغمز الجرس وقالت في نفسها:(ربما يكون قد نسيني. كيف يمكنني أن ألقاه في هذه الثياب وأنا أبدو كمتسولة حقيرة أو عاملة فقيرة؟) ودقت الجرس في ضعف. وسمعت وقع أقدام تقترب: إنه البواب. (هل الطبيب موجود؟) وجهت السؤال وهي ترجو أن يكون الرد (كلا) ولكن البواب بدلاً من أن يجيب صحبها إلى القاعة وساعدها على خلع معطفها
وبهرتها القاعة بفخامة مظهرها وروعته، ولكن نظرها علق بمرآة ضخمة، فواجهتها لترى فتاة رثة الثياب، لا تلبس معطفاً أنيقاً، ولا تضع فوق رأسها قبعة واسعة، ولا تنتعل الحذاء ذا اللون الفضي
ورأت فاندا أنها في ثيابها البسيطة هذه، تبدو كحائكة
أو غاسلة ثياب؛ واستغربت أنها تحس بالخجل ولا تجد في نفسها أثراً لتلك الشجاعة، بل الوقاحة التي اعتادتها. بل إنها لم تعد تفكر في نفسها أنها فاندا (الساحرة) فما هي إلا ناستاسيا كانافكين كما كانت في الأيام الخالية
وتقدمتها الخادم إلى حجرة الكشف قائلة لها:(تفضلي بالدخول. سيأتي الطبيب بعد دقيقة واحدة. اجلسي)
وجلست فاندا على مقعد مريح وأخذت تفكر: (سأطلب منه أن يعيرني هذا المبلغ. ليس في هذا أقل حرج. إن معرفتي إياه قديمة. آه لو أن هذه الخادم تخرج. إني لا أميل إلى