وبعض هذه الستين مطبوع وبعضها مخطوط، وبعضها في مجلد واحد وبعضها في ستة مجلدات، مثل كتابه (صولة القلم في دولة الحكم)
ومناحي الرجل في التأليف تظهر عليها الروح الإسلامية القوية، فقد كان مستقيم العقيدة متين الدين، وكان فيه حكمة مضيئة ونظرة إصلاحية صحيحة. أليس من كتبه (النصيح العام، في لوازم عالم الإسلام)؛ ثم ألا يذكرنا هذا الكتاب بكتاب الأمير شكيب أرسلان (لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم)؟. وله فوق ذلك كتاب (الصدع والالتئام، في أسباب انحطاط وارتقاء الإسلام)، وكتاب (الإخاء العام، بين شعوب أهل الإسلام). ولكن هذه الأخوة التي سعى إليها صاحبنا كانت في ظل الحكم التركي حتى على قساوته وظلامه. فقد كان داعية له في كل ما يكتب مدافعاً عنه في كل مناسبة
فلما قام الشيخ إبراهيم اليازجي اللغوي المشهور في الثورة العربية المصرية داعياً إلى تنقص الترك والإشادة بذكر العرب في قصيدته السينية المشهورة قام حسن حسني الطويراني يرد عليه بقصيدة من البحر والقافية يقول فيها:
دع عنك خائنة الوساوس ... فالذل عاقبة الدسائس
واخش الكلام فكم جنبت ... حرب البسوس وسبق داحس
ماذا تريد بشِّنها ... دهياء توحش كل آنس؟؟
ولكن قصيدة اليازجي كانت قاسية على الترك شديدة اللهجة ففيها يقول:
قوم لقد حكموا بكم ... حكم الجوارح في الفرائس
كم تأملون صلاحهم ... ولهم فساد الطبع سائس
ويغركم برق المنى ... جهلاً وليل اليأس دامس
أو ما ترون الحكم في ... أيدي المصادر والمماكس
وعلى الرشى والزور قد ... شادوا المحاكم والمجالس
وكان اليازجي في أثناء الثورة العرابية واقفاً للترك بالمرصاد يحط من أقدارهم ويصف من أفعالهم ما يبغضهم إلى العرب. ولعل أعنف قصائد اليازجي - والشيء بالشيء يذكر قصيدته البائية التي يقول فيها:
أقداركم في عيون الترك نازلة ... وحقكم بين أيدي الترك مُغتصبُ